منتديات الأميرة رورو
منتديات الأميرة رورو
منتديات الأميرة رورو
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات الأميرة رورو

آهـلآ وسهـلآ بكم فـى منتديـآت آلأمـيرة رورو
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 "اسباب نزول القران بحسب ترتيب السور والايات كما جاء فى القران الكريم "

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
المدير العام
المدير العام
Admin


ذكر
عدد المساهمات : 88
تاريخ التسجيل : 06/11/2011
العمر : 38

"اسباب نزول القران بحسب ترتيب السور والايات كما جاء فى القران الكريم " Empty
مُساهمةموضوع: "اسباب نزول القران بحسب ترتيب السور والايات كما جاء فى القران الكريم "   "اسباب نزول القران بحسب ترتيب السور والايات كما جاء فى القران الكريم " Icon_minitimeالأربعاء نوفمبر 30, 2011 7:43 am

"اسباب نزول القران بحسب ترتيب السور والايات كما جاء فى القران الكريم " 194229624


"اسباب نزول القران بحسب ترتيب السور والايات كما جاء فى القران الكريم " 9ower.com006b13024453991


سورة البقرة

قوله عز وجل‏:‏ ‏{‏الَمَ ذَلِكَ الكِتابُ‏}‏ (1)

عن أبو حذيفة قال‏:‏ حدثنا سفيان عن ابن أبي نجيح عن مجاهد قال‏:‏ أربع
آيات من أول هذه السورة نزلت في المؤمنين وآيتان بعدها نزلتا في الكافرين
وثلاث عشرة بعدها نزلت في المنافقين‏.‏

وقوله ‏{‏إِنَ الَّذينَ كَفَروا‏}‏ (6)
قال الضحاك‏:‏ نزلت في أبي جهل وخمسة من أهل بيته وقال الكلبي‏:‏ يعني اليهود‏.‏

وقوله تعالى ‏{‏وَإِذا لَقوا الَّذينَ آَمَنوا‏}‏ (14)

قال الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس‏:‏ نزلت هذه الآية في عبد الله بن أبي
وأصحابه وذلك أنهم خرجوا ذات يوم فاستقبلهم نفر من أصحاب رسول الله صلى
عليه وسلم فقال عبد الله بن أبي انظروا كيف أرد هؤلاء السفهاء عنكم فذهب
فأخذ بيد أبي بكر فقال‏:‏ مرحباً بالصديق سيد بني تميم وشيخ الإسلام وثاني
رسول الله في الغار الباذل نفسه وماله ثم أخذ بيد عمر فقال‏:‏ مرحباً بسيد
بني عدي بن كعب الفاروق القوي في دين الله الباذل نفسه وماله لرسول الله ثم
أخذ بيد علي فقال‏:‏ مرحباً بابن عم رسول الله وختنه سيد بني هاشم ما خلا
رسول الله ثم افترقوا فقال عبد الله لأصحابه‏:‏ كيف رأيتموني فعلت فإذا
رأيتموهم فافعلوا كما فعلت فأثنوا عليه خيراً فرجع المسلمون إلى رسول الله
صلى الله عليه وسلم وأخبروه بذلك فأنزل الله هذه الآية‏.‏
قوله ‏{‏إِنَّ اللهَ لا يَستَحيي أَن يَضرِبَ مَثَلاً‏}‏ (26)

قال ابن عباس في رواية أبي صالح لما ضرب الله سبحانه هذين المثلين
للمنافقين يعني قوله ‏{‏مَثَلُهُم كَمَثَلِ الَّذي اِستَوقَدَ ناراً‏}‏
وقوله ‏{‏أَو كَصَيِّبٍ مِنَ السَماءِ‏}‏ قالوا الله أجل وأعلى من أن يضرب
الأمثال فأنزل الله هذه الآية وقال الحسن وقتادة‏:‏ لما ذكر الله الذباب
والعنكبوت في كتابه وضرب للمشركين المثل ضحكت اليهود وقالوا‏:‏ ما يشبه هذا
كلام الله فأنزل الله هذه الآية‏.‏

قوله ‏{‏أَتأمُرونَ الناسَ بِالبِرِ‏}‏ (44)
قال ابن عباس في رواية الكلبي عن أبي حاتم بالإسناد الذي ذكر نزلت في يهود
المدينة كان الرجل منهم يقول لصهره ولذوي قرابته ولمن بينهم وبينه رضاع من
المسلمين اثبت على الدين الذي أنت عليه وما يأمرك به وهذا الرجل يعنون
محمداً صلى الله عليه وسلم فإن أمره حق فكانوا يأمرون الناس بذلك ولا
يفعلونه‏.‏

وقوله ‏{‏إِنَّ الَّذينَ آَمَنوا وَالَّذينَ هادوا‏}‏ الآية‏.‏ (62)

عن عبد الله بن كثير عن مجاهد قال‏:‏ لما قص سلمان على النبي صلى الله عليه
وسلم قصة أصحاب الدير قال‏:‏ هم في النار قال سلمان‏:‏ فأظلمت علي الأرض
فنزلت ‏{‏إنَّ الَّذينَ آمَنوا وَالَّذينَ هادوا‏}‏ إلى قوله
‏{‏يَحزَنونَ‏}‏ قال‏:‏ فكأنما كشف عني جبل‏.‏ ‏ وقوله ‏{‏فَوَيلٌ
لِلَّذينَ يَكتُبونَ الكِتابَ بِأَيديهِم‏}‏ (79) الآية نزلت في الذين
غيروا صفة النبي صلى الله عليه وسلم وبدلوا نعته قال الكلبي بالإسناد الذي
ذكرنا‏:‏ إنهم غيروا صفة النبي صلى الله عليه وسلم في كتابهم وجعلوه آدم
سبطاً طويلاً وكان ربعة أسمر صلى الله عليه وسلم وقالوا لأصحابهم
وأتباعهم‏:‏ انظروا إلى صفة النبي الذي يبعث في آخر الزمان ليس يشبه نعت
هذا وكانت للأحبار والعلماء مأكلة من سائر اليهود فخافوا أن يذهبوا مأكلتهم
إن بينوا الصفة فمن ثم غيروا‏.‏

قوله ‏{‏وَقالوا لَن تَمَسَّنا النارُ إِلا أَيّاماً مَّعدودَةً‏}‏ (80)

عن محمد بن أبي محمد عن عكرمة عن ابن عباس قال‏:‏ قدم رسول الله صلى الله
عليه وسلم المدينة ويهود تقول‏:‏ إنما هذه الدنيا سبعة آلاف سنة إنما يعذب
الناس في النار لكل ألف سنة من أيام الدنيا يوم واحد في النار من أيام
الآخرة وإنما هي سبعة أيام ثم ينقطع العذاب فأنزل الله تعالى في ذلك من
قولهم ‏{‏وَقالوا لَن تَمَسَّنا النارُ إِلا أَيّاماً مَّعدودَةً‏}‏‏.‏
قوله ‏{‏اَفَتَطمَعونَ‏}‏ الآية‏.‏ قال ابن عباس ومقاتل‏:‏ نزلت في السبعين
الذين اختارهم موسى ليذهبوا معه إلى الله تعالى فلما ذهبوا معه سمعوا كلام
الله تعالى وهو يأمر وينهى ثم رجعوا إلى قومهم فأما الصادقون فأدوا ما
سمعوا‏.‏ وقالت طائفة منهم‏:‏ سمعنا الله من لفظ كلامه يقول‏:‏ إن استطعتم
أن تفعلوا هذه الأشياء فافعلوا وإن شئتم فلا تفعلوا ولا بأس وعند أكثر
المفسرين نزلت الآية في الذين غيروا آية الرجم وصفة محمد صلى الله عليه
وسلم‏.‏

قوله ‏{‏وَكانوا مِن قَبلُ يَستَفتِحونَ عَلى الَّذينَ كَفَروا‏}‏ (89)

وقال ابن عباس‏:‏ كان يهود خيبر تقاتل غطفان فكلما التقوا هزمت يهود خيبر
فعاذت اليهود بهذا الدعاء وقالت‏:‏ اللهم إنا نسألك بحق النبي الأمي الذي
وعدتنا أن تخرجه لنا في آخر الزمان إلا نصرتنا عليهم قال‏:‏ فكانوا إذا
التقوا دعوا بهذا الدعاء فهزموا غطفان فلما بعث النبي صلى الله عليه وسلم
كفروا به فأنزل الله تعالى ‏{‏وَكانوا مِن قَبلُ يَستَفتِحونَ عَلى
الَّذينَ كَفَروا‏}‏ أي بك يا محمد إلى قوله ‏{‏فَلَعنَةُ اَلله عَلى
الكافِرينَ‏}‏ وقال السدي‏:‏ كانت العرب تمر بيهود فتلقى اليهود منهم أذى
وكانت اليهود تجد نعت محمد في التوراة أن يبعثه الله فيقاتلون معه العرب
فلما جاءهم محمد صلى الله عليه وسلم كفروا به حسداً وقالوا‏:‏ إنما كانت
الرسل من بني إسرائيل فما بال هذا من بني إسماعيل‏. ‏

قوله ‏{‏قُل مَن كانَ عَدوَّاً لِجِبريلَ‏}‏ الآية‏.‏ (97)

عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال‏:‏ أقبلت اليهود إلى النبي صلى الله عليه
وسلم فقالوا‏:‏ يا أبا القاسم نسألك عن أشياء فإن أجبتنا فيها اتبعناك
أخبرنا من الذي يأتيك من الملائكة فإنه ليس نبي إلا يأتيه ملك من عند ربه
عز وجل بالرسالة بالوحي فمن صاحبك قال‏:‏ جبريل قالوا‏:‏ ذاك الذي ينزل
بالحرب وبالقتال ذاك عدونا لو قلت ميكائيل الذي ينزل بالمطر والرحمة
اتبعناك فأنزل الله تعالى ‏{‏قُل مَن كانَ عَدُوَّاً لِجِبريلَ فَإِنَّهُ
نَزَلَهُ عَلى قَلبِكَ‏}‏ إلِى قوله ‏{‏فَإِنَ الَلهَ عَدُوٌّ
لِّلكافِرينَ‏}‏‏.‏

قوله ‏{‏مَن كانَ عَدُوّاًً للهِ وَمَلائِكَتِهِ‏}‏ الآية‏.‏ (98)

عن الشعبي قال‏:‏ قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه‏:‏ كنت آتي اليهود عند
دراستهم التوراة فأعجب من موافقة القرآن التوراة وموافقة التوراة القرآن
فقالوا يا عمر ما أحد أحب إلينا منك قلت ولم قالوا‏:‏ لأنك تأتينا وتغشانا
قلت‏:‏ إنما أجيء لأعجب من تصديق كتاب الله بعضه بعضاً وموافقة التوراة
القرآن وموافقة القرآن التوراة فبينما أنا عندهم ذات يوم إذ مر رسول الله
صلى الله عليه وسلم خلف ظهري فقالوا‏:‏ إن هذا صاحبك فقم إليه فالتفت إليه
فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم قد دخل خوخة من المدينة فأقبلت عليهم
فقلت‏:‏ أنشدكم بالله وما أنزل عليكم من كتاب أتعلمون أنه رسول الله فقال
سيدهم‏:‏ قد نشدكم الله فأخبروه فقالوا‏:‏ أنت سيدنا فأخبره فقال سيدهم‏:‏
إنا نعلم أنه رسول الله قال‏:‏ فقلت فأنت أهلكهم إن كنتم تعلمون أنه رسول
الله صلى الله عليه وسلم ثم لم تتبعوه قالوا‏:‏ إن لنا عدواً من الملائكة
وسلماً من الملائكة فقلت من عدوكم ومن سلمكم قالوا‏:‏ عدونا جبريل وهو ملك
الفظاظة والغلظة والإصار والتشديد قلت‏:‏ ومن سلمكم قالوا‏:‏ ميكائيل وهو
ملك الرأفة واللين والتيسير قلت‏:‏ فإني أشهدكم ما يحل لجبريل أنه يعادي
سلم ميكائيل وما يحل لميكائيل أن يسالم عدو جبريل وإنهما جميعاً ومن معهما
أعداء لمن عادوا وسلم لمن سالموا ثم قمت فدخلت الخوخة التي دخلها رسول الله
صلى الله عليه وسلم فاستقبلني فقال‏:‏ يا ابن الخطاب ألا أقرؤك آيات نزلت
علي من قبل قلت‏:‏ بلى فقرأ ‏{‏قًل مَن كانَ عَدُوّاً لِجِبريلَ
فَإِنَّهُ‏}‏ الآية حتى بلغ ‏{‏وَما يَكفُرُ بِها إِلا الفاسِقونَ‏}‏
قلت‏:‏ والذي بعثك بالحق ما جئت إلا أخبرك بقول اليهود فإذا اللطيف الخبير
قد سبقني بالخبر‏.‏ ‏.‏ وقال ابن عباس‏:‏ إن حبراً من أحبار اليهود من فدك
يقال له عبد الله بن صوريا حاج النبي صلى الله عليه وسلم فسأله عن أشياء
فلما اتجهت الحجة عليه قال‏:‏ أي ملك يأتيك من السماء قال‏:‏ جبريل ولم
يبعث الله نبياً إلا وهو وليه قال‏:‏ ذاك عدونا من الملائكة ولو كان
ميكائيل لآمنا بك إن جبريل نزل بالعذاب والقتال والشدة فإنه عادانا مراراً
كثيرة وكان أشد ذلك علينا أن الله أنزل على نبينا أن بيت المقدس سيخرب على
يدي رجل يقال له بختنصر وأخبرنا بالحين الذي يخرب فيه فلما كان وقته بعثنا
رجلاً من أقوياء بني إسرائيل في طلب بختنصر ليقتله فانطلق يطلبه حتى لقيه
ببابل غلاماً مسكيناً ليست له قوة فأخذه صاحبنا ليقتله فدفع عنه جبريل وقال
لصاحبنا‏:‏ إن كان ربكم الذي أذن في هلاككم فلا تسلط عليه وإن لم يكن هذا
فعلى أي حق تقتله فصدقه صاحبنا ورجع إلينا وكبر بختنصر وقوي وغزانا وخرب
بيت المقدس فلهذا نتخذه عدواً فأنزل الله هذه الآية‏.‏ وقال مقاتل‏:‏ قالت
اليهود‏:‏ كان جبريل عدونا أمر أن يجعل النبوة فينا فجعلها في غيرنا فأنزل
الله هذه الآية‏.‏

قوله ‏{‏وَلَقَد أَنزَلنا إِليكَ آياتٍ بَيِّناتٍ‏}‏‏.‏ (99)

قال ابن عباس‏:‏ هذا جواب لابن صوريا حيث قال لرسول الله صلى الله عليه
وسلم‏:‏ يا محمد ما جئتنا بشيء نعرفه وما أنزل عليك من آية بينة فنتبعك بها
فأنزل الله هذه الآية‏.‏

قوله ‏{‏وَاِتَّبَعوا ما تَتلوا الشَياطينُ عَلى مُلكِ سُلَيمانَ‏}‏ الآية (102)

عن حصين بن عبد الرحمن عن عمران بن الحارث قال‏:‏ بينما نحن عند ابن عباس
إذ قال‏:‏ إن الشياطين كانوا يسترقون السمع من السماء فيجيء أحدهم بكلمة حق
فإذا جرب من أحدهم الصدق كذب معها سبعين كذبة فيشربها قلوب الناس فاطلع
على ذلك سليمان فأخذها فدفنها تحت الكرسي فلما مات سليمان قام شيطان الطريق
فقال‏:‏ ألا أدلكم على كنز سليمان المنيع الذي لا كنز له مثله قالوا‏:‏
نعم قال‏:‏ تحت الكرسي فأخرجوه فقالوا‏:‏ هذا سحر سليمان سحر به الأمم
فأنزل الله عذر سليمان ‏{‏وَاَتَّبَعوا ما تَتلوا الشَياطينُ عَلى مُلكِ
سُلَيمانَ وَما كَفَرَ سُليمانُ‏}‏‏.‏ قال السري‏:‏ إن الناس في زمن سليمان
كتبوا السحر فاشتغلوا بتعلمه فأخذ سليمان تلك الكتب فدفنها تحت كرسيه
ونهاهم عن ذلك ولما مات سليمان وذهب به كانوا يعرفون دفن الكتب فتمثل شيطان
على صورة إنسان فأتى نفراً من بني إسرائيل وقال‏:‏ هل أدلكم على كنز لا
تأكلونه أبداً قالوا نعم قال‏:‏ فاحفروا تحت الكرسي فحفروا فوجدوا تلك
الكتب فلما أخرجوها قال الشيطان‏:‏ إن سليمان ضبط الجن والإنس والشياطين
والطيور بهذا فأخذ بنو إسرائيل تلك الكتب فلذلك أكثر ما يوجد السحر في
اليهود فبرأ الله عز وجل سليمان من ذلك وأنزل هذه الآية‏.‏

قوله تعالى ‏{‏يَا أَيَّها الَّذينَ آَمَنوا لا تَقولوا راعِنا‏}‏ الآية‏.‏ (104)

قال ابن عباس في رواية عطاء‏:‏ وذلك أن العرب كانوا يتكلمون بها فلما
سمعتهم اليهود يقولونها للنبي صلى الله عليه وسلم أعجبهم ذلك وكان راعنا في
كلام اليهود سباً قبيحاً فقالوا‏:‏ إنا كنا نسب محمداً سراً فالآن أعلنوا
السب لمحمد فإنه من كلامه فكانوا يأتون نبي الله صلى الله عليه وسلم
فيقولون‏:‏ يا محمد راعنا ويضحكون ففطن بها رجل من الأنصار وهو سعد بن
عبادة وكان عارفاً بلغة اليهود وقال‏:‏ يا أعداء الله عليكم لعنة الله
والذي نفس محمد بيده لئن سمعتها من رجل منكم لأضربن عنقه فقالوا‏:‏ ألستم
تقولونها فأنزل الله تعالى ‏{‏يا أَيُّها الَّذينَ آَمَنوا لا تَقولوا
راعِنا‏}‏ الآية‏.‏

قوله تعالى ‏{‏ما يَوَدُّ الَّذينَ كَفَروا مَن أَهلِ الكِتابِ‏}‏ الآية‏.‏ (104)

قال المفسرون‏:‏ إن المسلمين كانوا إذا قالوا لحلفائهم من اليهود‏:‏ آمنوا
بمحمد صلى الله عليه وسلم قالوا‏:‏ هذا الذي تدعوننا إليه ليس بخير مما نحن
عليه ولوددنا لو كان خيراً فأنزل الله تعالى تكذيباً لهم‏.‏

قوله تعالى ‏{‏ما نَنسَخ مِن آيةٍ أَو نُنسِها نَأتِ بِخَيرٍ مِنها‏}‏ ((106))

قال المفسرون‏:‏ إن المشركين قالوا‏:‏ أترون إلى محمد يأمر أصحابه بأمر ثم
ينهاهم عنه ويأمرهم بخلافه ويقول اليوم قولاً ويرجع عنه غداً ما هذا في
القرآن إلا كلام محمد يقوله من تلقاء نفسه وهو كلام يناقض بعضه بعضاً فأنزل
الله ‏{‏إِِذا بَدَّلنا آيَةً مَكانَ آَيَةً‏}‏ الآية وأنزل أيضاً ‏{‏ما
نَنسَخ مِن آَيَةٍ أَو نُنسِها نَأتِ بِخَيرٍ مِّنها‏}‏ الآية‏.‏

قوله تعالى ‏{‏أَم تُريدونَ أََن تَسأَلوا رَسُولَكُم‏}‏ الآية‏.‏ (108)

قال ابن عباس نزلت هذه الآية في عبد الله بن أبي كعب ورهط من قريش قالوا‏:‏
يا محمد اجعل لنا الصفا ذهباً ووسع لنا أرض مكة وفجر الأنهار خلالها
تفجيراً نؤمن بك فأنزل الله تعالى هذه الآية‏.‏ وقال المفسرون‏:‏ إن اليهود
وغيرهم من المشركين تمنوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فمن قائل
يقول‏:‏ يأتينا بكتاب من السماء جملة كما أتى موسى بالتوراة ومن قائل
يقول‏:‏ وهو عبد الله بن أبي أمية المخزومي‏:‏ ائتني بكتاب من السماء فيه
من رب العالمين‏:‏ إلى ابن أبي أمية اعلم أني قد أرسلت محمداً إلى الناس
ومن قائل يقول‏:‏ لن نؤمن لك أو تأتي بالله والملائكة قبيلاً فأنزل الله
تعالى هذه الآية‏.‏

قوله ‏{‏وَدَّ كَثيرٌ مِن أَهلِ الكِتابِ‏}‏ الآية‏.‏ (109)

قال ابن عباس‏:‏ نزلت في نفر من اليهود قالوا للمسلمين بعد وقعة بدر‏:‏ ألم
تروا إلى ما أصابكم ولو كنتم على الحق ما هزمتم فارجعوا إلى ديننا فهو خير
لكم‏.‏ أخبرنا الحسين بن محمد الفارسي قال‏:‏ أخبرنا محمد بن عبد الله بن
المفضل قال‏:‏ أخبرنا أحمد بن محمد قال‏:‏ حدثنا محمد بن يحيى قال‏:‏ حدثنا
أبو اليمان قال‏:‏ حدثنا شعيب عن الزهري قال‏:‏ أخبرني عبد الرحمن بن عبد
الله بن كعب بن مالك عن أبيه أن كعب بن الأشرف اليهودي كان شاعراً وكان
يهجو النبي صلى الله عليه وسلم ويحرض عليه كفار قريش في شعره وكان المشركون
واليهود من المدينة حين قدمها رسول الله صلى الله عليه وسلم يؤذون النبي
صلى الله عليه وسلم وأصحابه أشد الأذى فأمر الله تعالى نبيه بالصبر على ذلك
والعفو عنهم وفيهم أنزلت ‏{‏وَدَّ كَثيرُ مَن أَهلِ الكِتابِ‏}‏ إلى قوله
‏{‏فَاِعفوا وَاِصفَحوا‏}‏‏.‏

قوله ‏{‏وَقالَتِ اليَهودُ لَيسَتِ النَصارى عَلى شيءٍ‏}‏ (113)

نزلت في يهود أهل المدينة ونصارى أهل نجران وذلك أن وفد نجران لما قدموا
على رسول الله صلى الله عليه وسلم أتاهم أحبار اليهود فتناظروا حتى ارتفعت
أصواتهم فقالت اليهود‏:‏ ما أنتم على شيء من الدين وكفروا بعيسى والإنجيل
وقالت لهم النصارى‏:‏ ما أنتم على شيء من الدين فكفروا بموسى والتوراة
فأنزل الله تعالى هذه الآية‏.‏

قوله ‏{‏وَمَن أَظلَمُ مِمَّن مَّنَعَ مَساجِدَ اللهِ‏}‏ (114) ا

لآية نزلت في ططلوس الرومي وأصحابه من النصارى وذلك أنهم غزوا بني إسرائيل
فقتلوا مقاتلهم وسبوا ذراريهم وحرقوا التوراة وخربوا بيت المقدس وقذفوا فيه
الجيف‏.‏ وهذا قول ابن عباس في رواية الكلبي‏.‏ وقال قتادة‏:‏ هو بختنصر
وأصحابه غزوا اليهود وخربوا بيت المقدس وأعانتهم على ذلك النصارى من أهل
الروم‏.‏ وقال ابن عباس في رواية عطاء‏:‏ نزلت في مشركي أهل مكة ومنعهم
المسلمين من ذكر الله تعالى في المسجد الحرام‏.‏

قوله ‏{‏وَللهِ المَشرِقُ وَالمَغرِبُ‏}‏ (115)

اختلفوا في سبب نزولها عن جابر بن عبد الله قال‏:‏ بعث رسول الله صلى الله
عليه وسلم سرية كنت فيها فأصابتنا ظلمة فلم نعرف القبلة فقالت طائفة منا‏:‏
قد عرفنا القبلة هي ها هنا قبل الشمال فصلوا وخطوا خطوطاً وقال بعضنا‏:‏
القبلة ها هنا قبل الجنوب وخطوا خطوطاً فلما أصبحوا وطلعت الشمس أصبحت تلك
الخطوط لغير القبلة فلما وقفنا من سفرنا سألنا النبي صلى الله عليه وسلم عن
ذلك فسكت فأنزل الله تعالى ‏{‏وَللهِ المَشرِقُ وَالمَغرِبُ فَأَينَ ما
تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجهُ اللهِ‏}‏ وقال ابن عباس في رواية عطاء‏:‏ إن
النجاشي لما توفي قال جبريل للنبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ إن النجاشي توفي
فصل عليه فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحابه أن يحضروا وصفهم ثم
تقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال لهم‏:‏ إن الله أمرني أن أصلي على
النجاشي وقد توفي فصلوا عليه فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أصحاب
رسول الله صلى الله عليه وسلم في أنفسهم‏:‏ كيف نصلي على رجل مات وهو يصلي
على غير قبلتنا وكان النجاشي يصلي إلى بيت المقدس حتى مات وقد صرفت القبلة
إلى الكعبة فأنزل الله تعالى ‏{‏فَأَينَما تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجهُ
الله‏}‏ ومذهب ابن عباس أن هذه منسوخة بقوله تعالى ‏{‏وَحَيثُما كُنتُم
فَوَلُّوا وجوهَكُم شَطرَهُ‏}‏ فهذا قول ابن عباس عند عطاء الخراساني‏.‏
وقال في رواية ابن أبي طلحة الوالبي‏:‏ إن رسول الله صلى الله عليه وسلم
لما هاجر إلى المدينة وكان أكثر أهلها اليهود أمره الله أن يستقبل بيت
المقدس ففرحت اليهود فاستقبلها بضعة عشر شهراً وكان رسول الله صلى الله
عليه وسلم يحب قبلة إبراهيم فلما صرفه الله تعالى إليها ارتاب من ذلك
اليهود وقالوا‏:‏ ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها فأنزل الله تعالى
‏{‏فَأَينَما تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجهُ اللهِ‏}‏

وقوله ‏{‏وَقالُوا اِتَّخَذَ الُلَّهُ وَلَدَاً‏}‏ (116)

نزلت في اليهود حيث قالوا‏:‏ عزير ابن الله وفي نصارى نجران حيث قالوا‏:‏
المسيح ابن الله وفي مشركي العرب قالوا‏:‏ الملائكة بنات الله‏.‏

قوله ‏{‏وَلا تُسأَلُ عَن أَصحابِ الجَحيمِ‏} ‏ (119)

قال ابن عباس‏:‏ إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ذات يوم‏:‏ ليت شعري
ما فعل أبواي فنزلت هذه الآية وهذا على قراءة من قرأ ‏{‏وَلا تُسأَلُ عَن
أَصحابِ الجَحيمِ‏}‏ جزما وقال مقاتل‏:‏ إن النبي صلى الله عليه وسلم
قال‏:‏ لو أنزل الله بأسه باليهود لآمنوا فأنزل الله تعالى ‏{‏وَلا تُسأَلُ
عَن أَصحابِ الجَحيمِ‏}‏‏.‏

قوله ‏{‏وَلَن تَرضى عَنكَ اليَهودُ وَلا النَصارى‏}‏ الآية‏.‏ (120)

قال المفسرون‏:‏ إنهم كانوا يسألون النبي صلى الله عليه وسلم الهدنة
ويطمعون أنهم إذا هادنوه وأمهلهم اتبعوه ووافقوه فأنزل الله تعالى هذه
الآية‏.‏ وقال ابن عباس هذا في القبلة وذلك أن يهود المدينة ونصارى نجران
كانوا يرجون أن يصلي النبي صلى الله عليه وسلم إلى قبلتهم فلما صرف الله
القبلة إلى الكعبة شق ذلك عليهم فيئسوا منه أن يوافقهم على دينهم فأنزل
الله تعالى هذه الآية‏.‏

قوله ‏{‏الَّذينَ آتَيناهُمُ الكِتابَ يَتلونَهُ حَقَ تِلاوَتِهِ‏}‏ (121)

قال ابن عباس في رواية عطاء والكلبي‏:‏ نزلت في أصحاب السفينة الذين أقبلوا
مع جعفر بن أبي طالب من أرض الحبشة كانوا أربعين رجلاً من الحبشة وأهل
الشام‏.‏ وقال الضحاك‏:‏ نزلت فيمن آمن من اليهود‏.‏ وقال قتادة وعكرمة‏:‏
نزلت في محمد صلى الله عليه وسلم‏.‏

قوله ‏{‏أَم كُنتُم شُهَداءَ إِذ حَضَرَ يَعقوبَ المَوتَ‏}‏ الآية‏.‏ (133)

نزلت في اليهود حين قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ ألست تعلم أن يعقوب يوم مات أوصى بنيه باليهودية‏.‏

قوله ‏{‏وَقالوا كونوا هودَاً أَو نَصارى تَهتَدوا‏}‏ (135)

قال ابن عباس‏:‏ نزلت في رؤوس يهود المدينة‏:‏ كعب بن الأشرف ومالك بن
الصيف وأبي ياسر بن أخطب وفي نصارى أهل نجران وذلك أنهم خاصموا المسلمين في
الدين كل فرقة تزعم أنها أحق بدين الله تعالى من غيرها فقالت اليهود‏:‏
نبينا موسى أفضل الأنبياء وكتابنا التوراة أفضل الكتب وديننا أفضل الأديان
وكفرت بعيسى والإنجيل ومحمد والقرآن وقالت النصارى‏:‏ نبينا عيسى أفضل
الأنبياء وكتابنا أفضل الكتب وديننا أفضل الأديان وكفرت بمحمد والقرآن‏.‏
وقال كل واحد من الفريقين للمؤمنين‏:‏ كونوا على قوله

‏{‏صِبغَةَ اللهِ وَمَن أَحسَنُ مِنَ اللهِ صِبغَةً‏}‏ (138)

قال ابن عباس‏:‏ إن النصارى كان إذا ولد لأحدهم ولد فأتى عليه سبعة أيام
صبغوه في ماء لهم يقال له المعمودي ليطهروه بذلك ويقولون هذا طهور مكان
الختان فإذا فعلوا ذلك صار نصرانياً حقاً فأنزل الله تعالى هذه الآية‏.‏

قوله ‏{‏سَيَقولُ السُفَهاءُ مِنَ الناسِ‏}‏ الآية‏.‏ (142)

نزلت في تحويل القبلة‏.‏ عن أبي إسحاق عن البراء قال‏:‏ لما قدم رسول الله
صلى الله عليه وسلم المدينة فصلى نحو بيت المقدس ستة عشر شهراً أو سبعة عشر
شهراً وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحب أن يتوجه نحو الكعبة فأنزل
الله تعالى ‏{‏قَد نَرى تَقَلُّبَ وَجهِكَ في السَماءِ‏}‏ إلى آخر الآية
فقال السفهاء من الناس وهم اليهود‏:‏ ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها
قال الله تعالى ‏{‏قُل للهِ المَشرِقُ وَالمَغرِبُ‏}‏ إلى آخر الآية رواه
البخاري عن عبد الله بن رجاء‏.‏

قوله ‏{‏وَما كانَ اللهُ لِيُضيعَ إِيمانَكُم‏}‏ (143)

قال ابن عباس في رواية الكلبي‏:‏ كان رجال من أصحاب رسول الله صلى الله
عليه وسلم قد ماتوا على القبلة الأولى منهم أسعد بن زرارة وأبو أمامة أحد
بني النجار والبراء بن معرور أحد بني سلمة وأناس آخرون جاءت عشائرهم
فقالوا‏:‏ يا رسول الله توفي إخواننا وهم يصلون إلى القبلة الأولى وقد صرفك
الله تعالى إلى قبلة إبراهيم فكيف بإخواننا فأنزل الله ‏{‏وَما كانَ الله
ُلِيُضيعَ إِيمانَكُم‏}‏ الآية

ثم قال ‏{‏قَد نَرى تَقَلُبَ وَجهِكَ في السَماءِ‏}‏ (144)

وذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لجبريل عليه السلام‏:‏ وددت أن الله
صرفني عن قبلة اليهود إلى غيرها وكان يريد الكعبة لأنها قبلة إبراهيم فقال
له جبريل‏:‏ إنما أنا عبد مثلك لا أملك شيئاً فسل ربك أن يحولك عنها إلى
قبلة إبراهيم ثم ارتفع جبريل وجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يديم النظر
إلى السماء رجاء أن يأتيه جبريل بما سأله فأنزل الله تعالى هذه الآية‏.‏

قوله ‏{‏الَّذينَ آَتَيناهُمُ الكِتابَ يَعرِفونَهُ كَما يَعرِفونَ أَبناءَهُم‏}‏ (146)

الآية نزلت في مؤمني أهل الكتاب عبد الله بن سلام وأصحابه كانوا يعرفون
رسول الله صلى الله عليه وسلم بنعته وصفته وبعثه في كتابهم كما يعرف أحدهم
ولده إذا رآه مع الغلمان قال عبد الله بن سلام‏:‏ لأنا أشد معرفة برسول
الله صلى الله عليه وسلم مني بأبي فقال له عمر بن الخطاب‏:‏ وكيف ذاك يا
ابن سلام قال‏:‏ لأني أشهد أن محمداً رسول الله حقاً يقيناً وأنا لا أشهد
بذلك على ابني لأني لا أدري ما أحدث النساء فقال عمر‏:‏ وفقك الله يا ابن
سلام‏.‏

قوله ‏{‏وَلا تَقولوا لِمَن يُقتَلُ في سَبيلِ اللهِ أَمواتٌ‏}‏ الآية‏.‏ (154)

نزلت في قتلى بدر وكانوا بضعة عشر رجلاً ثمانية من الأنصار وستة من
المهاجرين وذلك أن الناس كانوا يقولون للرجل يقتل في سبيل الله مات فلان
وذهب عنه نعيم الدنيا ولذتها فأنزل الله هذه الآية‏.‏

قوله ‏{‏إِنَّ الصَفا وَالمَروَةَ مِن شَعائِرِ اللهِ‏}‏ (158) الآية

عن مالك عن هشام عن أبيه عن عائشة قالت‏:‏ أنزلت هذه الآية في الأنصار
كانوا يحجون لمناة وكانت مناة حذو قدد وكانوا يتحرجون أن يطوفوا بين الصفا
والمروة فلما جاء الإسلام سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك فأنزل
الله تعالى هذه الآية رواه البخاري عن عبد الله بن يوسف عن مالك‏.‏ وقال
أنس بن مالك‏:‏ كنا نكره الطواف بين الصفا والمروة لأنهما كانا من مشاعر
قريش في الجاهلية فتركناه في الإسلام فأنزل الله تعالى هذه الآية‏.‏ وقال
السدي كان في الجاهلية تعزف الشياطين بالليل بين الصفا والمروة وكانت
بينهما آلهة فلما ظهر الإسلام قال المسلمون‏:‏ يا رسول الله لا نطوف بين
الصفا والمروة فإنه شرك كنا نصنعه في الجاهلية فأنزل الله تعالى هذه
الآية‏.‏

قوله ‏{‏إِنَّ الَّذينَ يَكتُمونَ ما أَنزَلنا مِنَ البَيِّناتِ وَالهُدى‏}‏ (159)

نزلت في علماء أهل الكتاب وكتمانهم آية الرجم وأمر محمد صلى الله عليه وسلم‏.‏

قوله ‏{‏إِنَّ في خَلقِِ السَمَواتِ وَالأَرضِ‏}‏ (164) الآية

عن ابن أبي نجيح عن عطاء قال‏:‏ أنزلت بالمدينة على النبي صلى الله عليه
وسلم ‏{‏وَإِلهُكُم إِلَهٌ واحِدٌ لّا إِلَهَ إِلّا هُوَ الرَّحمَنُ
الرَحيمُ‏}‏ (163) فقالت كفار قريش بمكة كيف يسع الناس إله واحد فأنزل الله
تعالى ‏{‏إِنَّ في خَلقِ السَمَواتِ وَالأَرضِ وَاِختِلافِ اللَيلِ
وَالنَهارِ‏}‏ حتى بلغ ‏{‏لآياتٍ لِّقَومٍ يَعقِلونَ‏}‏ أخبرنا أبو بكر
الأصفهاني قال‏:‏ أخبرنا عبد الله بن محمد الحافظ قال‏:‏ حدثنا أبو يحيى
الداري قال‏:‏ حدثنا سهل بن عثمان قال‏:‏ حدثنا أبو الأحوص عن سعيد بن
مسروق عن أبي الضحى قال‏:‏ لما نزلت هذه الآية ‏{‏وَإِلهُكُم إِلَهٌ
واحِدٌ‏}‏ تعجب المشركون وقالوا‏:‏ إله واحد إن كان صادقاً فليأتنا بآية
فأنزل الله تعالى ‏{‏إِِنَّ في خَلقِِ السَمَواتِ وَالأَرضِ‏}‏ إلى آخر
الآية‏.‏

قوله ‏{‏يا أَيُّها الناسُ كُلوا مِمّا في الأَرضِ حَلالاً طَيِّباً‏}‏ (168)

قال الكلبي‏:‏ نزلت في ثقيف وخزاعة وعامر بن صعصعة حرموا على أنفسهم من الحرث والأنعام وحرموا البحيرة والسائبة والوصيلة والحامي‏.‏

قوله ‏{‏إِنَّ الَّذينَ يَكتُمونَ ما أَنزَلَ اللهُ مِنَ الكِتابِ‏}‏ (174)

قال الكلبي عن ابن عباس‏:‏ نزلت في رؤساء اليهود وعلمائهم كانوا يصيبون من
سفلتهم الهدايا وكانوا يرجون أن يكون النبي المبعوث منهم فلما بعث من غيرهم
خافوا ذهاب مأكلتهم وزوال رياستهم فعمدوا إلى صفة محمد صلى الله عليه وسلم
فغيروها ثم أخرجوها إليهم وقالوا‏:‏ هذا نعت النبي الذي يخرج في آخر
الزمان لا يشبه نعت هذا النبي الذي بمكة فإذا نظرت السفلة إلى النعت
المتغير وجدوه مخالفاً لصفة محمد

قوله {‏لَّيسَ البِرَّ أَن تُوَلّوا وُجوهَكُم‏}‏ الآية (177)

قال قتادة‏:‏ ذكر لنا أن رجلاً سأل نبي الله صلى الله عليه وسلم عن البر
فأنزل الله تعالى هذه الآية‏.‏ قال‏:‏ وقد كان الرجل قبل الفرائض إذا شهد
أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله ثم مات على ذلك وجبت له الجنة
فأنزل الله تعالى هذه الآية‏.‏

قوله ‏{‏يا أَيُّها الَّذينَ آمَنوا كُتِبَ عَلَيكُمُ القِصاصُ في القَتلى‏}‏ (178) الآية

قال الشعبي‏:‏ كان بين حيين من أحياء العرب قتال وكان لأحد الحيين طول على
الآخر فقالوا نقتل بالعبد منا الحر منكم والمرأة الرجل فنزلت هذه الآية‏.‏

قوله ‏{‏أُحِلَّ لَكُم لَيلَةَ الصِيامِ الرَفَثُ إِلى نِسائِكُم‏}‏ (187)

قال ابن عباس في رواية الوالبي‏:‏ وذلك أن المسلمين كانوا في شهر رمضان إذا
صلوا العشاء حرم عليهم النساء والطعام إلى مثلها من القابلة ثم إن أناساً
من المسلمين أصابوا من الطعام والنساء في شهر رمضان بعد العشاء منهم عمر بن
الخطاب فشكو ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فأنزل الله هذه الآية‏.‏
أخبرنا سعيد بن محمد الزاهد قال‏:‏ أخبرنا جدي قال‏:‏ أخبرنا أبو عمرو
الحيري قال‏:‏ حدثنا محمد بن يحيى قال‏:‏ حدثنا ابن أبي مريم قال‏:‏ أخبرنا
أبو حسان قال‏:‏ حدثني أبو حازم عن سهل بن سعد قال‏:‏ نزلت هذه الآية
‏{‏وَكُلوا وَاِشرَبوا حَتّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الخَيطُ الأبيَضُ مِنَ
الخَيطِ الأسوَدِ‏}‏ ولم ينزل ‏{‏مِنَ الفَجرِ‏}‏ (187) وكان رجال إذا
أرادوا الصوم ربط أحدهم في رجليه الخيط الأبيض والخيط الأسود فلا يزال يأكل
ويشرب حتى ي***ن له زيهما فأنزل الله تعالى بعد ذلك ‏{‏مِنَ الفَجرِ‏}‏
فعلموا أنما يعني بذلك الليل والنهار رواه البخاري عن ابن أبي مريم‏.‏


قوله ‏{‏وَلا تأكُلوا أَموالَكُم بَينَكُم بِالباطِلِ‏}‏ الآية (188)

قال مقاتل بن حيان‏:‏ نزلت هذه الآية في امرئ القيس بن عابس الكندي وفي
عبدان بن أشوع الحضرمي وذلك أنهما اختصما إلى النبي صلى الله عليه وسلم في
أرض وكان امرؤ القيس المطلوب وعبدان الطالب فأنزل الله تعالى هذه الآية
فحكم عبدان في أرضه ولم يخاصمه‏.‏

قوله ‏{‏يَسأَلونَكَ عَنِ الأهِلَةِ‏}‏ الآية (189)

قال معاذ بن جبل‏:‏ يا رسول الله إن اليهود تغشانا ويكثرون مسئلتنا عن
الأهلة فأنزل الله تعالى هذه الآية‏.‏ وقال قتادة‏:‏ ذكر لنا أنهم سألوا
نبي الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ لم خلقت هذه الأهلة فأنزل الله تعالى
‏{‏قُل هِيَ مَواقيتُ لِلناسِ وَالحَجِّ‏}‏‏.‏ (189) وقال الكلبي‏:‏ نزلت
في معاذ بن جبل وثعلبة بن عنمة وهما رجلان من الأنصار قالا‏:‏ يا رسول الله
ما بال الهلال يبدو فيطلع دقيقاً مثل الخيط ثم يزيد حتى يعظم ويستوي
ويستدير ثم لا يزال ينقص ويدق حتى يكون كما كان لا يكون على حال واحدة
فنزلت هذه الآية‏ .‏

قوله ‏{‏وَلَيسَ البِرُّ بِأََن تَأتوا البُيوتَ مِن ظُهورِها‏}‏ (189)

أنبأنا أبو إسحاق قال‏:‏ سمعت البراء يقول‏:‏ كانت الأنصار إذا حجوا فجاءوا
لا يدخلون من أبواب بيوتهم ولكن من ظهورها فجاء رجل فدخل من قبل باب فكأنه
عير بذلك فنزلت هذه الآية رواه البخاري عن أبي الوليد ورواه مسلم عن بندار
عن غندر عن شعبة‏.‏ أخبرنا أبو بكر التميمي قال‏:‏ حدثنا أبو الشيخ قال‏:‏
حدثنا أبو يحيى الرازي قال‏:‏ حدثنا سهل بن عبيدة قال‏:‏ حدثنا عبيدة عن
الأعمش عن أبي سفيان عن جابر قال‏:‏ كانت قريش تدعى الحمس وكانوا يدخلون من
الأبواب في الإحرام وكانت الأنصار وسائر العرب لا يدخلون من باب في
الإحرام فبينما رسول الله صلى الله عليه وسلم في بستان إذ خرج من بابه وخرج
معه قطبة بن عامر الأنصاري فقالوا‏:‏ يا رسول الله إن قطبة بن عامر رجل
فاجر وإنه خرج معك من الباب فقال له‏:‏ ما حملك على ما صنعت قال‏:‏ رأيتك
فعلته ففعلت كما فعلت قال‏:‏ إني أحمسي قال‏:‏ فإن ديني دينك فأنزل الله
‏{‏وَلَيسَ البِرُّ بِأََن تَأتوا البُيوتَ مِن ظُهورِها‏}‏‏.‏

قوله ‏{‏وَقاتِلوا في سَبيلِ اللهِ الَّذينَ يُقاتِلونَكُم‏}‏ (190) الآية

قال الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس‏:‏ نزلت هذه الآيات في صلح الحديبية
وذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما صد عن البيت هو وأصحابه نحر
الهدي بالحديبية ثم صالحه المشركون على أن يرجع عامه ثم يأتي القابل على أن
يخلو له مكة ثلاث أيام فيطوف بالبيت ويفعل ما شاء وصالحهم رسول الله صلى
الله عليه وسلم فلما كان العام المقبل تجهز رسول الله صلى الله عليه وسلم
لعمرة القضاء وخافوا أن لا تفي لهم قريش بذلك وأن يصدوهم عن المسجد الحرام
ويقاتلوهم وكره أصحابه قتالهم في الشهر الحرام في الحرم فأنزل الله تعالى
‏{‏وَقاتِلوا في سَبيلِ اللهِ الَّذينَ يُقاتِلونَكُم‏}‏ يعني قريشاً‏.‏

قوله ‏{‏الشَهرُ الحَرامُ بِالشَهرِ الحَرامِ‏}‏ (194) الآية

قال قتادة‏:‏ أقبل نبي الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه في ذي القعدة حتى
إذا كانوا بالحديبية صدهم المشركون فلما كان العام المقبل دخلوا مكة
فاعتمروا في ذي القعدة وأقاموا بها ثلاث ليال وكان المشركون قد فجروا عليه
حين ردوه يوم الحديبية فأقصه الله تعالى منهم فأنزل ‏{‏الشَهرُ الحَرامُ
بِالشَهرِ الحَرامِ‏}‏ الآية‏.‏

قوله ‏{‏وَأَنفِقوا في سَبيلِ اللهِ وَلا تُلقوا بِأَيديكُم إِلى التَهلُكَةِ‏}‏ (195)

حدثنا عبد الله بن أيوب قال‏:‏ حدثنا هشيم عن داود عن الشعبي قال‏:‏ نزلت
في الأنصار أمسكوا عن النفقة في سبيل الله تعالى فنزلت هذه الآية‏.‏
وقال‏{‏وَلا تُلقوا بِأَيديكُم إِلى التَهلُكَةِ‏}‏ قال‏:‏ كان الرجل يذنب
الذنب فيقول‏:‏ لا يغفر لي فأنزل الله هذه الآية‏.‏
عن يزيد بن أبي حبيب قال‏:‏ أخبرني الحكم بن عمران قال‏:‏ كنا بالقسطنطينية
وعلى أهل مصر عقبة بن عامر الجهني صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى
أهل الشام فضالة بن عبيد صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم فخرج من
المدينة صف عظيم من الروم وصففنا لهم صفاً عظيماً من المسلمين فحمل رجل من
المسلمين على صف الروم حتى دخل فيهم ثم خرج إلينا مقبلاً فصاح الناس
فقالوا‏:‏ سبحان الله ألقى بيديه إلى التهلكة فقام أبو أيوب الأنصاري صاحب
رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال‏:‏ أيها الناس إنكم تتأولون هذه الآية
على غير التأويل وإنما أنزلت هذه الآية فينا معشر الأنصار إنا لما أعز الله
تعالى دينه وكثر ناصريه قلنا بعضنا لبعض سراً من رسول الله صلى الله عليه
وسلم‏:‏ إن أموالنا قد ضاعت فلو أنا أقمنا فيها وأصلحنا ما ضاع منها فأنزل
الله تعالى في كتابه يرد علينا ما هممنا به فقال ‏{‏وَأَنفِقوا في سَبيلِ
اللهِ وَلا تُلقوا بِأَيديكُم إِلى التَهلُكَةِ‏}‏ في الإقامة التي أردنا
أن نقيم في الأموال فنصلحها فأمرنا بالغزو فما زال أبو أيوب غازياً في سبيل
الله حتى قبضه الله عز وجل‏.‏

قوله ‏{‏فَمَن كانَ مِنكُم مَّريضاً أَو بِهِ أَذىً مِّن رَّأسِهِ‏}‏ (196)

عن عبد الرحمن الأصفهاني عن عبد الله بن معقل عن كعب بن عجرة قال‏:‏ في
نزلت هذه الآية ‏{‏فَمَن كانَ مِنكُم مَّريضاً أَو بِهِ أَذىً مِّن
رَّأسِهِ‏}‏ وقع القمل في رأسي فذكرت ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال‏:‏
احلق وافده صيام ثلاثة أيام أو النسك أو أطعم ستة مساكين لكل مسكين صاع‏.‏


‏{‏فَفِديَةٌ مِّن صِيامٍ أَو صَدَقَةٍ أَو نُسُكٍ‏}‏ (196)

قال‏:‏ حملت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم والقمل يتناثر على وجهي
فقال‏:‏ ما كنت أرى أن الجهد بلغ منك هذا ما تجد شاة قلت لا فنزلت هذه
الآية ‏{‏فَفِديَةٌ مِّن صِيامٍ أَو صَدَقَةٍ أَو نُسُكٍ‏}‏ قال‏:‏ صم
ثلاثة أيام أو أطعم ستة مساكين لكل مسكين نصف صاع من طعام‏.‏ فنزلت في خاصة
ولكم عامة‏.‏

قوله ‏{‏وَتَزَوَّدوا فَإِنَّ خَيرَ الزادِ التَقوى‏}‏ (197)

عن عمرو بن دينار عن عكرمة عن ابن عباس قال‏:‏ كان أهل اليمن يحجون ولا
يتزودون يقولون نحن المتوكلون فإذا قدموا مكة سألوا الناس فأنزل الله عز
وجل ‏{‏وَتَزَوَّدوا فَإِنَّ خَيرَ الزادِ التَقوى‏}‏‏.‏ وقال عطاء بن أبي
رباح‏:‏ كان الرجل يخرج فيحمل كله على غيره فأنزل الله تعالى
‏{‏وَتَزَوَّدوا فَإِنَّ خَيرَ الزادِ التَقوى‏}‏‏.‏

قوله ‏{‏لَيسَ عَلَيكُم جُناحٌ أَن تَبتَغوا فَضلاً مِّن رَّبِّكُم‏}‏ (198)

وروى مجاهد عن ابن عباس قال‏:‏ كانوا يتقون البيوع والتجارة في الحج يقولون
أيام ذكر الله فأنزل الله تعالى ‏{‏لَيسَ عَلَيكُم جُناحٌ أَن تَبتَغوا
فَضلاً مِّن رَّبِّكُم‏}‏ فاتجروا‏.‏

قوله ‏{‏ثُمَّ أَفيضوا مِن حَيثُ أَفاضَ الناسُ‏}‏ (199)

أخبرنا التميمي بالإسناد الذي ذكرناه عن يحيى بن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت‏:‏ كانت العرب تفيض من عرفات وقريش ومن دان
اخبرنا محمد بن جبير بن مطعم عن أبيه قال‏:‏ أضللت بعيراً لي يوم عرفة
فخرجت أطلبه بعرفة فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم واقفاً مع الناس
بعرفة فقلت‏:‏ هذا من الحمس ماله ها هنا قال سفيان‏:‏ والأحمس‏:‏ الشديد
الشحيح على دينه وكانت قريش تسمى الحمس فجاءهم الشيطان فاستهواهم فقال
لهم‏:‏ إنكم إن عظمتم غير حرمكم استخف الناس بحرمكم فكانوا لا يخرجون من
الحرم ويقفون بالمزدلفة فلما جاء الإسلام أنزل الله عز وجل ‏{‏ثُمَّ
أَفيضوا مِن حَيثُ أَفاضَ الناسُ‏}‏ يعني عرفة رواه مسلم عن عمر والناقد عن
ابن عيينة‏. ‏

قوله ‏{‏فَإِذا قَضَيتُم مَّناسِكَكُم فَاِذكُروا اللهَ كَذِكرِكُم آَباءَكُم‏}‏ (200) الآية

قال مجاهد‏:‏ كان أهل الجاهلية إذا اجتمعوا بالموسم ذكروا فعل آبائهم في الجاهلية وأيامهم وأنسابهم فتفاخروا ‏‏.‏

قوله ‏{‏وَمِنَ الناسِ مَن يُعجِبُكَ قَولُهُ في الحَياةِ الدًنيا‏}‏ الآية (204)

قال السدي نزلت في الأخنس بن شريق الثقفي وهو حليف بني زهرة أقبل إلى النبي
صلى الله عليه وسلم إلى المدينة فأظهر له الإسلام وأعجب النبي صلى الله
عليه وسلم ذلك منه وقال‏:‏ إنما جئت أريد الإسلام والله يعلم إني لصادق
وذلك قوله ويشهد الله على في قلبه ثم خرج من عند رسول الله صلى الله عليه
وسلم فمر بزرع لقوم من المسلمين وحمر فأحرق الزرع وعقر الحمر فأنزل الله
تعالى فيه

‏{‏وَإِذا تَوَلَّى سَعى في الأَرضِ لِيُفسِدَ فيها وَيُهلِكَ الحَرثَ وَالنَسلَ‏}‏‏.‏ (205)
قوله ‏{‏وَمِنَ الناسِ مَن يَشري نَفسَهُ اِبتِغاءَ مَرضاةِ اللهِ‏}‏ (207)

قال سعيد بن المسيب‏:‏ أقبل صهيب مهاجراً نحو رسول الله صلى الله عليه وسلم
فاتبعه نفر من قريش من المشركين فنزل عن راحلته ونثر ما في كنانته وأخذ
قوسه ثم قال‏:‏ يا معشر قريش لقد علمتم أني من أرماكم رجلاً وايم الله لا
تصلون إلي حتى أرمي بما في كنانتي ثم أضرب بسيفي ما بقي في يدي منه شيء ثم
افعلوا ما شئتم قالوا‏:‏ دلنا على بيتك ومالك بمكة ونخلي عنك وعاهدوه إن
دلهم أن يدعوه ففعل فلما قدم على النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ أبا يحيى
ربح البيع ربح البيع

قوله عز وجل ‏{‏يا أَيُّها الَّذينَ آَمَنوا اُدخُلوا في السِلمِ كافَّةً‏}‏ (208)

قال عطاء عن ابن عباس‏:‏ نزلت هذه الآية في عبد الله بن سلام وأصحابه وذلك
أنهم حين آمنوا بالنبي صلى الله عليه وسلم فآمنوا بشرائعه وشرائع موسى
فعظموا السبت وكرهوا لحمان الإبل وألبانها بعد ما أسلموا فأنكر ذلك عليهم
المسلمون فقالوا‏:‏ إنا نقوى على هذا وهذا وقالوا للنبي صلى الله عليه
وسلم‏:‏ إن التوراة كتاب الله فدعنا فلنعمل بها فأنزل الله تعالى هذه
الآية‏.‏

قوله ‏{‏أًم حَسِبتُم أَن تَدخُلوا الجَنَّةَ‏}‏ (214) الآية

قال قتادة والسدي‏:‏ نزلت هذه الآية في غزوة الخندق حين أصاب المسلمين ما
أصابهم من الجهد والشدة والحر والبرد وسوء العيش وأنواع الأذى وكان كما قال
الله تعالى ‏{‏وَبَلَغَتِ القُلوبُ الحَناجِرَ‏}‏ وقال عطاء‏:‏ لما دخل
رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه المدينة اشتد الضر عليهم بأنهم خرجوا
بلا مال وتركوا ديارهم وأموالهم بأيدي المشركين وآثروا رضا الله ورسوله
وأظهرت اليهود العداوة لرسول الله صلى الله عليه وسلم وأسر قوم من الأغنياء
النفاق فأنزل الله تعالى تطييباً لقلوبهم ‏

{‏أَم حَسِبتُم‏}‏ ا لآية‏.‏

قوله ‏{‏يَسأَلونَكَ ماذا يُنفِقونَ‏}‏ (215)

قال ابن عباس في رواية أبي صالح‏:‏ نزلت في عمرو بن الجموح الأنصاري وكان
شيخاً كبيراً ذا مال كثير فقال‏:‏ يا رسول الله بماذا يتصدق وعلى من ينفق
فنزلت هذه الآية‏.‏ وقال في رواية عطاء‏:‏ نزلت الآية في رجل أتى النبي صلى
الله عليه وسلم فقال‏:‏ إن لي ديناراً فقال‏:‏ أنفقه على نفسك فقال‏:‏ إن
لي دينارين فقال‏:‏ أنفقهما على أهلك فقال‏:‏ إن لي ثلاثة فقال‏:‏ أنفقها
على خادمك فقال‏:‏ إن لي أربعة فقال‏:‏ أنفقها على والديك فقال‏:‏ إن لي
خمسة فقال‏:‏ أنفقها على قرابتك فقال‏:‏ إن لي ستة فقال‏:‏ أنفقها في سبيل
الله وهو أخسها‏.‏

قوله ‏{‏يَسأَلونَكَ عَنِ الشَهرِ الحَرامِ‏}‏ (217) الآية


عن شعيب بن أبي حمزة عن الزهري قال‏:‏ أخبرني عروة بن الزبير أن رسول الله
صلى الله عليه وسلم بعث سرية من المسلمين وأمر عليهم عبد الله بن جحش
الأسدي فانطلقوا حتى هبطوا نخلة ووجدوا بها عمرو بن الحضرمي في عير تجارة
لقريش في يوم بقي من الشهر الحرام فاختصم المسلمون فقال قائل منهم‏:‏ لا
نعلم هذا اليوم إلا من الشهر الحرام ولا نرى أن تستحلوا لطمع أشفيتم عليه
فغلب على الأمر الذين يريدون عرض الدنيا فشدوا على ابن الحضرمي فقتلوه
وغنموا عيره فبلغ ذلك كفار قريش‏.‏ وكان ابن الحضرمي أول قتيل قتل بين
المسلمين والمشركين فركب وفد من كفار قريش حتى قدموا على النبي صلى الله
عليه وسلم فقالوا‏:‏ أتحل القتال في الشهر الحرام فأنزل الله تعالى
‏{‏يَسأَلونَكَ عَنِ الشَهرِ الحَرامِ قِتالٍ فيهِ‏}‏ إلى الاية ‏

قوله ‏{‏يَسأَلونَكَ عَنِ الخَمرِ وَالمَيسِرِ‏}‏ الآية (219)

نزلت في عمر بن الخطاب ومعاذ بن جبل ونفر من الأنصار أتوا رسول الله صلى
الله عليه وسلم فقالوا‏:‏ افتنا في الخمر والميسر فإنهما مذهبة للعقل مسلبة
للمال فأنزل الله تعالى هذه الآية‏.‏

قوله ‏{‏يَسأَلونَكَ عَنِ اليَتامى‏}‏ (220)

عن الحسن بن المثنى بن معاذ قال‏:‏ حدثنا أبو حذيفة موسى بن مسعود قال‏:‏
حدثنا سف‏{‏إِنَّ الَّذينَ يَأَكُلونَ أَموالَ اليَتامى ظُلمَاً‏}‏ عزلوا
أموالهم فنزلت ‏{‏قُل إِصلاحٌ لَهُم خَيرٌ وَإِن تُخالِطوهُم
فَإِخوانُكُم‏}‏ فخلطوا أموالهم بأموالهم‏.‏ أخبرنا سعيد بن محمد بن أحمد
الزاهد قال‏:‏ أخبرنا أبو علي الفقيه قال‏:‏ أخبرنا عبد الله بن محمد
البغوي قال‏:‏ حدثنا عثمان بن أبي شيبة قال‏:‏ حدثنا جرير عن عطاء بن
السائب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال‏:‏ لما أنزل الله عز وجل ‏{‏وَلا
تَقرَبوا مالَ اليَتيمِ إَلا بِالَتي هِيَ أَحسَن‏}‏ و ‏{‏إِنَّ الَّذينّ
يَأكُلونَ أَموالَ اليَتامى ظُلمَاً‏}‏ انطلق من كان عنده مال يتيم فعزل
طعامه من طعامه وشرابه من شرابه وجعل يفضل الشيء من طعامه فيجلس له حتى
يأكله أو يفسد واشتد ذلك عليهم فذكروا ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم
فأنزل الله عز وجل ‏{‏يَسأَلونَكَ عَنِ اليَتامى قُل إِصلاحٌ لَهُم خَيرٌ
وَإِن تُخالِطوهُم‏}‏ فخلطوا طعامهم بطعامهم وشرابهم بشرابهم‏.‏

قوله ‏{‏وَلا تَنكِحوا المُشرِكاتِ حَتّى يُؤمِنَّ‏}‏ (221) الآية

عن مقاتل بن حيان قال‏:‏ نزلت في أبي مرثد الغنوى استأذن النبي صلى الله
عليه وسلم في عناق أن يتزوجها وهي امرأة مسكينة من قريش وكانت ذات حظ من
جمال وهي مشركة وأبو مرثد مسلم فقال‏:‏ يا نبي الله إنها لتعجبني فأنزل
الله عز وجل ‏{‏وَلا تَنكِحوا المُشرِكاتِ حَتّى يُؤمِنَّ‏}‏‏.‏ أخبرنا أبو
عثمان قال‏:‏ أخبرنا جدي قال‏:‏ أخبرنا أبو عمر قال‏:‏ حدثنا محمد بن يحيى
قال‏:‏ حدثنا عمر بن حماد قال‏:‏ حدثنا أسباط عن السدي عن أبي مالك عن ابن
عباس في هذه الآية قال‏:‏ نزلت في عبد الله بن رواحه وكانت له أمة سوداء
وإنه غضب عليها فلطمها ثم إنه فزع فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره
خبرها فقال له النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ ما هي يا عبد الله فقال‏:‏ يا
رسول الله هي تصوم وتصلي وتحسن الوضوء وتشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسوله
فقال‏:‏ يا عبدالله هذه مؤمنة قال عبد الله‏:‏ فوالذي بعثك بالحق لأعتقنها
ولأتزوجنها ففعل فطعن عليه ناس من المسلمين فقالوا‏:‏ نكح أمة وكانوا
يريدون أن ينكحوا إلى المشركين وينكحوهم رغبة في أحسابهم

فأنزل الله تعالى فيه ‏{‏وَلأمَةٌ مُؤمِنَةٍ خَيرٌ مِن مُشرِكَةٍ‏}‏ الآية‏.‏ (221)

قوله ‏{‏وَيَسأَلونَكَ عَنِ المَحيضِ‏}‏ (222) الآية

عن حماد قال‏:‏ حدثنا ثابت عن أنس أن اليهود كانت إذا حاضت منهم امرأة
أخرجوها من البيت فلم يؤاكلوها ولم يشاربوها ولم يجامعوها في البيت فسأل
رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك فأنزل الله عز وجل ‏{‏وَيَسأَلونَكَ
عَنِ المَحيضِ قُل هُوَ أَذىً فَاِعتَزِلوا النِساءَ في المَحيضِ‏}‏ إلى
آخر الآية
عن محمد بن المنكدر عن جابر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله
‏{‏وَيَسأَلونَكَ عَنِ المَحيضِ قُل هُوَ أَذىً‏}‏ قال‏:‏ إن اليهود
قالت‏:‏ من أتى امرأته من دبرها كان ولده أحول فكان نساء الأنصار لا يدعن
أزواجهن يأتونهن من أدبارهن فجاءوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
فسألوه عن إتيان الرجل امرأته وهي حائض وعما قالت اليهود فأنزل الله عز وجل
‏{‏وَيَسأَلونَكَ عَنِ المَحيضِ‏}‏ ‏{‏وَلا تَقرَبُوهُنَّ حَتّى
يَطهُرنَ‏}‏ يعني الإغتسال ‏{‏فَإِذا تَطَهرنَ فَأتُوهُنَّ مِن حَيثُ
أَمَرَكُمُ اللهُ‏}‏ يعني القبل ‏{‏إِنَّ الله َيُحِبُّ التَوّابينَ
وَيُحِبُّ المُتَطَهِرينَ نِساؤُكُم حَرثٌ لَكُم فَأتوا حَرثَكُم أَنّى
شِئتُم‏}‏ فإنما الحرث حيث ينبت الولد ويخرج منه‏.‏

قوله تعالى ‏{‏نِساؤُكُم حَرثٌ لَكُم‏}‏ (223) الآية

عن ابن المنكدر سمع جابر بن عبد الله يقول‏:‏ كانت اليهود تقول في الذي
يأتي امرأته من دبرها في قبلها‏:‏ إن الولد يكون أحول فنزل ‏{‏نِساؤُكُم
حَرثٌ لَكُم فَأتوا حَرثَكُم أَنّى شِئتُم‏}‏
الآية ‏{‏نِساؤُكُم حَرثٌ لَكُم فَأتوا حَرثَكُم أَنّى شِئتُم‏}‏
فقال ابن عباس‏:‏ إن هذا الحي من قريش كانوا يتزوجون النساء ويتلذذون بهن
مقبلات ومدبرات فلما قدموا المدينة تزوجوا من الأنصار فذهبوا ليفعلوا بهن
كما كانوا يفعلون بمكة فأنكرن ذلك وقلن‏:‏ هذا شيء لم نكن نؤ
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://roro24.hooxs.com
Admin
المدير العام
المدير العام
Admin


ذكر
عدد المساهمات : 88
تاريخ التسجيل : 06/11/2011
العمر : 38

"اسباب نزول القران بحسب ترتيب السور والايات كما جاء فى القران الكريم " Empty
مُساهمةموضوع: رد: "اسباب نزول القران بحسب ترتيب السور والايات كما جاء فى القران الكريم "   "اسباب نزول القران بحسب ترتيب السور والايات كما جاء فى القران الكريم " Icon_minitimeالأربعاء نوفمبر 30, 2011 7:44 am

قوله ‏{‏الطَلاقُ مَرَتانِ فَإِمساكٌ بِمَعروفٍ‏}‏ (229) الآية

عن مالك عن هشام بن عروة عن أبيه قال‏:‏ كان الرجل إذا طلق امرأته ثم
ارتجعها قبل أن تنقضي عدتها كان ذلك له وإن طلقها ألف مرة فعمد رجل إلى
امرأة له فطلقها ثم أمهلها حتى إذا شارفت انقضاء عدتها ارتجعها ثم طلقها
وقال‏:‏ والله لا آويك إلي ولا تحلين لي أبداً فأنزل الله عز وجل
‏{‏الطَلاقُ مَرَتانِ فَإِمساكٌ بِمَعروفٍ أَو تَسريحٍ بِإِحسانٍ‏}‏‏.‏

قوله ‏{‏إِذا طَلَّقتُمُ النِساءَ فَبَلَغنَ أَجَلَهُنَّ فَلا تَعضُلوهُنَّ‏}‏ (232)

حدثني معقل بن يسار أنها نزلت فيه قال‏:‏ كنت زوجت أختاً لي من رجل فطلقها
حتى إذا انقضت عدتها جاء يخطبها فقلت له‏:‏ زوجتك وأفرشتك وأكرمتك فطلقتها
ثم جئت تخطبها لا والله لا تعود إليها أبداً قال‏:‏ وكان رجلاً لا بأس به
وكانت المرأة تريد أن ترجع إليه فأنزل الله عز وجل هذه الآية فقلت‏:‏ الآن
أفعل يا رسول الله فزوجتها إياه‏.‏ ورواه البخاري عن أحمد بن حفص‏. ‏

قوله ‏{‏وَالَّذينَ يُتَوَفَّونَ مِنكُم وَيَذَرونَ أَزواجاً وَصِيَّةً لِأزواجِهِم‏}‏ (240) الآية

عن إسحاق بن إبراهيم الحتلي قال‏:‏ حدث عن ابن حيان في هذه الآية أن رجلاً
من أهل الطائف قدم المدينة وله أولاد رجال ونساء ومعه أبواه وامرأته فمات
بالمدينة فرفع ذلك إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأعطى الوالدين وأعطى
أولاده بالمعروف ولم يعط امرأته شيئاً غير أنه أمرهم أن ينفقوا عليها من
تركة زوجها إلى الحول‏.‏

قوله ‏{‏لا إِكراهَ في الدّينِ‏}‏ (256)

عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال‏:‏ كانت المرأة من نساء الأنصار تكون
مقلاة فتجعل على نفسها إن عاش لها ولد أن تهوده فلما أجليت النضير كان فيهم
من أبناء الأنصار فقالوا‏:‏ لا ندع أبناءنا فأنزل الله تعالى ‏{‏لا
إِكراهَ في الدّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُشدُ مِنَ الغَيِّ‏}‏‏.‏ ‏ ‏ قال
سعيد بن جبير‏:‏ فمن شاء لحق بهم ومن شاء دخل في الإسلام‏.‏ وقال مجاهد‏:‏
نزلت هذه الآية في رجل من الأنصار كان له غلام أسود يقال له صبيح وكان
يكرهه على الإسلام‏.‏ وقال السدي‏:‏ نزلت في رجل من الأنصار يكنى أبا
الحصين وكان له ابنان فقدم تجار الشام إلى المدينة يحملون الزيت فلما
أرادوا الرجوع من المدينة أتاهم ابنا أبي الحصين فدعوهما إلى النصرانية
فتنصرا وخرجا إلى الشام فأخبر أبو الحصين رسول الله صلى الله عليه وسلم
فقال‏:‏ اطلبهما فأنزل الله عز وجل ‏{‏لا إِكراهَ في الدّينِ‏}‏ فقال رسول
الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ أبعدهما الله هما أول من كفر قال‏:‏ وكان هذا
قبل أن يؤمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بقتال أهل الكتاب ثم نسخ قوله
‏{‏لا إِكراهَ في الدّينِ‏}‏ وأمر بقتال أهل الكتاب في سورة براءة‏.‏ وقال
مسروق كان لرجل من الأنصار من بني سالم بن عوف ابنان فتنصرا قبل أن يبعث
النبي صلى الله عليه وسلم ثم قدما المدينة في نفر من النصارى يحملون الطعام
فأتاهما أبوهما فلزمهما وقال‏:‏ والله لا أدعكما حتى تسلما فأبيا أن يسلما
فاختصموا إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال‏:‏ يا رسول الله أيدخل بعضي
النار وأنا أنظر فأنزل الله عز وجل ‏{‏لا إِكراهَ في الدّينِ قَد
تَّبَيَّنَ الرُشدُ مِنَ الغَيِّ‏}‏ فخلى سبيلهما‏.‏

قوله ‏{‏وَإِذ قالَ إِبراهيمُ رَبِّ أَرِني كَيفَ تُحيي المَوتى‏}‏ الآية‏.‏ (260)

ذكر المفسرون السبب في سؤال إبراهيم ربه أن يريه إحياء الموتى‏.‏ أخبرنا
سعيد بن محمد بن أحمد بن جعفر قال‏:‏ أخبرنا شعيب بن محمد قال‏:‏ أخبرنا
مكي بن عبدان قال‏:‏ حدثنا أبو الأزهر قال‏:‏ حدثنا روح قال‏:‏ حدثنا سعيد
عن قتادة قال‏:‏ ذكر لنا أن إبراهيم أتى على دابة ميتة قد توزعتها دواب
البر والبحر قال‏:‏ رب أرني كيف تحيي الموتى وقال حسن وعطاء الخراساني
والضحاك وابن جريج‏:‏ كانت جيفة حمار بساحل البحر‏.‏ وقال ابن زيد‏:‏ مر
إبراهيم بحوت ميت نصفه في البر ونصفه في البحر فما كان في البحر فدواب
البحر تأكله وما كان في البر فدواب البر تأكله فقال له إبليس الخبيث‏:‏ متى
يجمع الله هذه الأجزاء من بطون هؤلاء فقال‏:‏ رب أرني كيف تحيي الموتى
قال‏:‏ أولم تؤمن قال‏:‏ بلى ولكن ليطمئن قلبي بذهاب وسوسة إبليس منه‏.‏

قوله تعالى ‏{‏الَّذينَ يُنفِقونَ أَموالَهُم في سَبيلِ اللهِ‏}‏ الآية (261)

قال الكلبي‏:‏ نزلت في عثمان بن عفان وعبد الرحمن بن عوف أما عبد الرحمن بن
عوف فإنه جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم بأربعة آلاف درهم صدقة فقال‏:‏
كان عندي ثمانية آلاف درهم فأمسكت منها لنفسي ولعيالي أربعة آلاف درهم
وأربعة آلاف أقرضتها ربي فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ بارك
الله لك فيما أمسكت وفيما أعطيت‏.‏ وأما عثمان رضي الله عنه فقال‏:‏ علي
جهاز من لا جهاز له في غزوة تبوك فجهز المسلمين بألف بعير بأقتابها
وأحلاسها وتصدق برومة ركية كانت له على المسلمين فنزلت فيهما هذه الآية‏.‏
وقال أبو سعيد الخدري‏:‏ رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم رافعاً يده
يدعو لعثمان ويقول‏:‏ يا رب إن عثمان بن عفان رضيت عنه فارض عنه فما زال
رافعاً يده حتى طلع الفجر فأنزل الله تعالى فيه ‏

{‏الَّذينَ يُنفِقونَ أَموالَهُم في سَبيلِ اللهِ‏}‏ الآية‏.‏

قوله ‏{‏يا أَيُّها الَّذينَ آَمَنوا أَنفِقوا مِن طَيِّباتِ ما كَسَبتُم‏}‏ الآية (267)

عن حاتم بن إسماعيل عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جابر قال‏:‏ أمر النبي صلى
الله عليه وسلم بزكاة الفطر بصاع من تمر فجاء رجل بتمر رديء فنزل القرآن
‏{‏يا أَيُّها الَّذينَ آَمَنوا أَنفِقوا مِن طَيِّباتِ ما كَسَبتُم
وَمِمّا أَخرَجنا لَكُم مِّنَ الأَرضِ َولا تَيَمَّموا الخَبيثَ مِنهُ
تُنفِقونَ‏}‏‏.‏ أخبرنا أبو إسحاق أحمد بن محمد الواعظ قال ‏:‏ عدي بن ثابت
عن البراء قال‏:‏ نزلت هذه الآية في الأنصار كانت تخرج إذا كان جذاذ النخل
من حيطانها أقناء من التمر والبسر فيعقونها على حبل بين أسطوانتين في مسجد
رسول الله صلى الله عليه وسلم فيأكل منه فقراء المهاجرين وكان الرجل يعمد
فيخرج قنو الحشف وهو يظن أنه جائز عنه في كثرة ما يوضع من الأقناء فنزل
فيمن فعل ذلك ‏{‏وَلا تَيَمَّموا الخَبيثَ مِنهُ تُنفِقونَ‏}‏ يعني القنو
الذي فيه حشف ولو أهدي إليكم ما قبلتموه‏.‏

قوله ‏{‏يا أَيُّها الَّذينَ آمَنوا اِتَّقوا اللهَ وَذَروا ما بَقِيَ مِنَ الرِبا‏}‏ (278)

عن ابن عباس‏:‏ بلغنا والله أعلم أن هذه الآية نزلت في بني عمرو بن عمير بن
عوف من ثقيف وفي بني المغيرة من بني مخزوم وكانت بنو المغيرة يربون لثقيف
فلما أظهر الله تعالى رسوله على مكة وضع يومئذ الربا كله فأتى بنو عمرو بن
عمير وبنو المغيرة إلى عتاب بن أسيد وهو على مكة فقال بنو المغيرة‏:‏ ما
جعلنا أشقى الناس بالربا وضع عن الناس غيرنا فقال بنو عمرو بن عمير‏:‏
صولحنا على أن لنا ربانا فكتب عتاب في ذلك إلى رسول الله صلى الله عليه
وسلم فنزلت هذه الآية والتي بعدها ‏{‏فَإِن لَم تَفعَلوا فَأَذَنوا بِحَربٍ
مِنَ اللهِ وَرَسولِهِ‏}‏ فعرف بنو عمرو أن لا يدان لهم بحرب من الله
ورسوله يقول الله تعالى ‏{‏فَإِن تُبتُم فَلَكُم رُءوسُ أَموالِكُم لا
تَظلِمونَ‏}‏ فتأخذون أكثر ‏{‏وَلا تُظلَمونَ‏}‏ فتبخسون منه‏.‏ وقال
السدي‏:‏ نزلت في العباس وخالد بن الوليد وكانا شريكين في الجاهلية يسلفان
في الربا فجاء الإسلام ولهما أموال عظيمة في الربا فأنزل الله تعالى هذه
الآية فقال النبي صلى الله عليه وسلم ‏(‏ألا إن كل ربا من ربا الجاهلية
موضوع وأول ربا أضعه ربا العباس بن عبد المطلب‏)‏‏.‏
قوله ‏{‏وَإِن كانَ ذو عُسرَةٍ‏}‏ (280)

قال الكلبي‏:‏ قالت بنو عمرو بن عمير لبني المغيرة‏:‏ هاتوا رءوس أموالنا
ولكم الربا ندعه لكم فقالت بنو المغيرة‏:‏ نحن اليوم أهل عسرة فأخرونا إلى
أن تدرك الثمرة فأبوا أن يؤخروهم فأنزل الله تعالى ‏{‏وَإِن كانَ ذو
عُسرَةٍ‏}‏ الآية‏.‏

قوله ‏{‏آَمَنَ الرَسولُ بِما أُنزِلَ إِلَيهِ مِن رَّبِّهِ‏}‏ (285)

عن روح بن القاسم عن العلاء عن أبيه عن أبي هريرة قال‏:‏ لما أنزل على رسول
الله صلى الله عليه وسلم ‏{‏وَإِن تُبدوا ما في أَنفُسِكُم أَو تُخفوهُ
يُحاسِبكُم بِهِ اللهُ‏}‏ الآية اشتد ذلك على أصحاب رسول الله صلى الله
عليه وسلم ثم أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا‏:‏ كلفنا من
الأعمال ما نطيق‏:‏ الصلاة والصيام والجهاد والصدقة وقد أنزلت عليك هذه
الآية ولا نطيقها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ أتريدون أن تقولوا
كما قال أهل الكتابين من قبلكم أراه قالوا سمعنا وعصينا قولوا سمعنا وأطعنا
غفرانك ربنا وإليك المصير فلما اقترأها القوم وجرت بها ألسنتهم أنزل الله
تعالى في إثرها ‏{‏آَمَنَ الرَسولُ بِما أُنزِلَ إِلَيهِ مِن رَّبِّهِ‏}‏
الآية كلها ونسخها الله تعالى فانزل الله ‏{‏لا يُكَلِّفُ الله ُنَفساً
إِلا وِسعَها‏}‏ الاية الى اخرها رواه مسلم عن أمية بن بسطام‏.‏ ‏


"اسباب نزول القران بحسب ترتيب السور والايات كما جاء فى القران الكريم " 848728009

سورة ال عمران

صدر سورة اّل عمران الى نحو ثمانين اّية منها

قال المفسرون‏:‏ قدم وفد نجران وكانوا ستين راكباً على رسول الله صلى الله عليه وسلم وفيهم أربعة عشر رجلاً من أشرافهم
وفي الأربعة عشر ثلاثة نفر إليهم يئول أمرهم
فالعاقب أمير القوم وصاحب مشورتهم الذي لا يصدرون إلا عن رأيه واسمه عبد المسيح
والسيد إمامهم وصاحب رحلهم واسمه الأيهم
وأبو حارثة بن علقمة أسقفهم وحبرهم وإمامهم وصاحب مدارسهم
وكان قد شرف فيهم ودرس كتبهم حتى حسن علمه في دينهم وكانت ملوك الروم قد
شرفوه ومولوه وبنوا له الكنائس لعلمه واجتهاده فقدموا على رسول الله صلى
الله عليه وسلم ودخلوا مسجده حين صلى العصر عليهم ثياب الحبرات جبات وأردية
في جمال رجال الحارث بن كعب يقول بعض من رآهم من أصحاب رسول الله صلى الله
عليه وسلم‏:‏ ما رأينا وفداً مثلهم وقد حانت صلاتهم فقاموا فصلوا في مسجد
رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ دعوهم
فصلوا إلى المشرق فكلم السيد والعاقب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال
لهما رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ أسلما فقالا‏:‏ قد أسلمنا قبلك
قال‏:‏ كذبتما منعكما من الإسلام دعاؤكما لله ولداً وعبادتكما الصليب
وأكلكما الخنزير قالا‏:‏ إن لم يكن عيسى ولد الله فمن أبوه وخاصموه جميعاً
في عيسى فقال لهما النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ ألستم تعلمون أنه لا يكون
ولد إلا ويشبه أباه قالوا‏:‏ بلى قال‏:‏ ألستم تعلمون أن ربنا حي لا يموت
وأن عيسى أتى عليه الفناء قالوا‏:‏ بلى قال‏:‏ ألستم تعلمون أن ربنا قيم
على كل شيء يحفظه ويرزقه قالوا‏:‏ بلى قال‏:‏ فهل يملك عيسى من ذلك شيئاً
قالوا‏:‏ لا قال‏:‏ فإن ربنا صور عيسى في الرحم كيف شاء وربنا لا يأكل ولا
يشرب ولا يحدث قالوا‏:‏ بلى قال‏:‏ ألستم تعلمون أن عيسى حملته أمه كما
تحمل المرأة ثم وضعته كما تضع المرأة ولدها ثم غذي كما يغذى الصبي ثم كان
يطعم ويشرب ويحدث قالوا‏:‏ بلى قال‏:‏ فكيف يكون هذا كما زعمتم فسكتوا

قوله ‏{‏قُل للَّذينَ كَفَروا سَتُغلَبونَ‏}‏ الآية (12)

قال الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس‏:‏ إن يهود أهل المدينة قالوا لما هزم
الله المشركين يوم بدر‏:‏ هذا والله النبي الأمي الذي بشرنا به موسى ونجده
في كتابنا بنعته وصفته وإنه لا ترد له راية فأرادوا تصديقه واتباعه ثم قال
بعضهم لبعض‏:‏ لا تعجلوا حتى ننظر إلى وقعة له أخرى فلما كان يوم أحد ونكب
أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم شكوا وقالوا‏:‏ لا والله ما هو به وغلب
عليهم الشقاء فلم يسلموا وكان بينهم وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم
عهد إلى مدة فنقضوا ذلك العهد وانطلق كعب بن الأشرف في ستين راكباً إلى أهل
مكة أبي سفيان وأصحابه فوافقوهم وأجمعوا أمرهم وقالوا‏:‏ لتكونن كلمتنا
واحدة ثم رجعوا إلى المدينة فأنزل الله تعالى فيهم هذه الآية‏.‏

‏{‏قُل لِلَّذينَ كَفَروا‏}‏ يعني اليهود ‏{‏سَتُغلَبونَ‏}‏ تهزمون ‏{‏وَتُحشَرونَ إِلى جَهَنَّمَ‏}‏ في الآخرة ‏.‏

قوله ‏{‏شَهِدَ اللهُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ‏}‏(18)

قال الكلبي‏:‏ لما ظهر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة قدم عليه
حبران من أحبار أهل الشام فلما أبصرا المدينة قال أحدهما لصاحبه‏:‏ ما أشبه
هذه المدينة بصفة مدينة النبي الذي يخرج في آخر الزمان فلما دخلا على
النبي صلى الله عليه وسلم عرفاه بالصفة والنعت فقالا له‏:‏ أنت محمد قال‏:‏
نعم قالا‏:‏ وأنت أحمد قال‏:‏ نعم قالا إنا نسألك عن شهادة فإن أنت
أخبرتنا بها آمنا بك وصدقناك فقال لهما رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏
سلاني فقالا‏:‏ أخبرنا عن أعظم شهادة في كتاب الله فأنزل الله تعالى على
نبيه ‏{‏شَهِدَ اللهُ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلّا هُوَ وَالمَلائِكَةُ وَأُولوا
العِلمِ‏}‏ فأسلم الرجلان وصدقا برسول الله صلى الله عليه وسلم‏.‏


قوله ‏{‏أَلَم تَرَ إِلى الَّذينَ أُوتوا نَصيباً مِّنَ الكِتابِ‏}‏ الآية

الآية اختلفوا في سبب نزولها فقال السدي‏:‏ دعا النبي صلى الله عليه وسلم
اليهود إلى الإسلام فقال له النعمان بن أدفى‏:‏ هلم يا محمد نخاصمك إلى
الأحبار فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ بل إلى كتاب الله فقال‏:‏ بل
إلى الأحبار فأنزل الله تعالى هذه الآية‏.‏
وروى سعيد بن جبير وعكرمة عن ابن عباس قال‏:‏ دخل رسول الله صلى الله عليه
وسلم المدارس على جماعة من اليهود فدعاهم إلى الله فقال له نعيم بن عمرو
والحرث بن زيد‏:‏ على أي دين أنت يا محمد فقال‏:‏ على ملة إبراهيم قالا‏:‏
إن إبراهيم كان يهودياً فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ فهلموا إلى
التوراة فهي بيننا وبينكم فأبيا عليه فأنزل الله تعالى هذه الآية‏.‏

قوله ‏{‏قُل اَللَّهُمَّ مالِكَ المُلكِ‏}‏ الآية(26)

قال ابن عباس وأنس بن مالك‏:‏ لما افتتح رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة
ووعد أمته ملك فارس والروم قالت المنافقون واليهود‏:‏ هيهات هيهات من أين
لمحمد ملك فارس والروم هم أعز وأمنع من ذلك ألم يكف محمداً مكة والمدينة
حتى طمع في ملك فارس والروم فأنزل الله تعالى هذه الآية‏.‏

قوله ‏{‏لا يَتَّخِذِ المُؤمِنونَ الكافِرينَ أَولِياءَ مِن دونِ المُؤمِنينَ‏}‏(28)
قال ابن عباس‏:‏ كان الحجاج بن عمرو وكهمس بن أبي الحقيق وقيس بن زيد
وهؤلاء كانوا من اليهود يباطنون نفراً من الأنصار ليفتنوهم عن دينهم فقال
رفاعة بن المنذر وعبد الله بن جبير وسعيد بن خيثمة لأولئك النفر‏:‏ اجتنبوا
هؤلاء اليهود واحذروا لزومهم ومباطنتهم لا يفتنوكم عن دينكم فأبى أولئك
النفر إلا مباطنتهم وملازمتهم فأنزل الله تعالى هذه الآية‏.‏
وقال الكلبي‏:‏ نزلت في المنافقين عبد الله بن أبي وأصحابه كانوا يتولون
اليهود والمشركين ويأتونهم بالأخبار ويرجون أن يكون لهم الظفر على رسول
الله صلى الله عليه وسلم فأنزل الله تعالى هذه الآية ونهى المؤمنين عن مثل
فعلهم‏.‏
وقال جبير عن الضحاك عن ابن عباس‏:‏ نزلت في عبادة بن الصامت الأنصاري وكان
بدرياً نقيباً وكان له حلفاء من اليهود فلما خرج النبي صلى الله عليه وسلم
يوم الأحزاب قال عبادة‏:‏ يا نبي الله إن معي خمسمائة رجل من اليهود وقد
رأيت أن يخرجوا معي فأستظهر بهم على العدو فأنزل الله تعالى ‏{‏لا
يَتَّخِذِ المُؤمِنونَ الكافِرينَ أَولِياءَ‏}‏ الآية‏.‏

قوله ‏{‏قُل إِن كُنتُم تُحِبّونَ اللهَ‏}‏ (31)

الآية قال الحسن وابن جريج‏:‏ زعم أقوام على عهد رسول الله صلى الله عليه
وسلم أنهم يحبون الله فقالوا‏:‏ يا محمد إنا نحب ربنا فأنزل الله تعالى هذه
الآية‏.‏
وروى جويبر عن الضحاك عن ابن عباس قال‏:‏ وقف النبي صلى الله عليه وسلم على
قريش وهم في المسجد الحرام وقد نصبوا أصنامهم وعلقوا عليها بيض النعام
وجعلوا في آذانها الشنوف وهم يسجدون لها فقال‏:‏ يا معشر قريش لقد خالفتم
ملة أبيكم إبراهيم وإسماعيل ولقد كانا على الإسلام فقالت قريش‏:‏ يا محمد
إنما نعبد هذه حباً لله ليقربونا إلى الله زلفى فأنزل الله تعالى ‏{‏قُل
إِن كُنتُم تُحِبّونَ اللهَ‏}‏ وتعبدون الأصنام لتقربكم إليه
‏{‏فَاِتَّبِعوني يُحبِبكُمُ اللهُ‏}‏ فأنا رسوله إليكم وحجته عليكم وأنا
أولى بالتعظيم من أصنامكم‏.‏
وروى الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس‏:‏ أن اليهود لما قالوا‏:‏ نحن أبناء
الله وأحباؤه أنزل الله تعالى هذه الآية فلما نزلت عرضها رسول الله صلى
الله عليه وسلم على اليهود فأبوا أن يقبلوها‏.‏
وروى محمد بن إسحاق بن يسار عن محمد بن جعفر بن الزبير قال‏:‏
نزلت في نصارى نجران وذلك أنهم قالوا‏:‏ إنما نعظم المسيح ونعبده حباً لله وتعظيماً له فأنزل الله تعالى هذه الآية رداً عليهم‏.‏

قوله تعالى ‏{‏إِنَّ مَثَلَ عيسى عِندَ اللهِ‏}‏ الآية‏(59)

قال المفسرون‏:‏ إن وفد نجران قالوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ مالك
تشتم صاحبنا قال‏:‏ وما أقول قالوا‏:‏ تقول إنه عبد قال‏:‏ أجل إنه عبد
الله ورسوله وكلمته ألقاها إلى العذراء البتول فغضبوا وقالوا‏:‏ هل رأيت
إنساناً قط من غير أب فإن كنت صادقاً فأرنا مثله فأنزل الله عز وجل هذه
الآية‏.‏


قوله ‏{‏فَقُل تَعالَوا نَدعُ أَبناءَنا وَأَبناءَكُم‏}‏ (61)

أخبرني عبد الرحمن بن الحسن الحافظ فيما أذن لي في ر****ه حدثنا أبو حفص
عمر بن أحمد الواعظ حدثنا عبد الرحمن بن سليمان بن الأشعث حدثنا يحيى بن
حاتم العسكري حدثنا بشر بن مهران حدثنا محمد بن دينار عن داود بن أبي هند
عن الشعبي عن جابر بن عبد الله قال‏:‏ قدم وفد أهل نجران على النبي صلى
الله عليه وسلم العاقب والسيد فدعاهما إلى الإسلام فقالا أسلمنا قبلك
قال‏:‏ كذبتما إن شئتما أخبرتكما بما يمنعكما من الإسلام فقالا‏:‏ هات
أنبئنا قال‏:‏ حب الصليب وشرب الخمر وأكل لحم الخنزير فدعاهما إلى الملاعنة
فوعداه على أن يغادياه في بالغداة فغدا رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخذ
بيد علي وفاطمة وبيد الحسن والحسين ثم أرسل إليهما فأبيا أن يجيبا فأقرا
له بالخراج فقال النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ والذي بعثني بالحق لو فعلا
لمطر الوادي ناراً‏.‏

قال جابر‏:‏ فنزلت فيهم هذه الآية ‏{‏فَقُل تَعالَوا نَدعُ أَبناءَنا
وَأَبناءَكُم وَنِساءَنا وَنِساءَكُم وَأَنفُسَنا وَأَنفُسَكُم‏}‏ قال
الشعبي‏:‏ أبناءنا‏:‏ الحسن والحسين ونساءنا فاطمة وأنفسنا علي بن أبي طالب
رضي الله عنهم‏.‏

قوله ‏{‏إِنَّ أَولى الناسِ بِإِبراهيمَ لَلَّذينَ اِتَّبَعوهُ وَهَذا النَبِيُّ‏}‏الآية(68)

قال‏:‏ وسئل اليهود والله يا محمد لقد علمت أنا أولى بدين إبراهيم منك ومن
غيرك وإنه كان يهودياً وما بك إلا الحسد فأنزل الله تعالى هذه الآية‏.‏

قوله ‏{‏وَدَّت طّائِفَةٌ مِّن أَهلِ الكِتابِ لَو يُضِلّونَكُم‏}‏ الآية(69)

نزلت في معاذ بن جبل وعمار بن ياسر

قوله ‏{‏وَقالَت طّائِفَةٌ مِّن أَهلِ الكِتابِ آَمِنوا‏}‏ الآية‏.‏ (72)

قال الحسن والسدي‏:‏ تواطأ اثنا عشر حبراً من يهود خيبر وقال بعضهم لبعض‏:‏
ادخلوا في دين محمد أول النهار باللسان دون الاعتقاد واكفروا به في آخر
النهار وقولوا‏:‏ إنا نظرنا في كتبنا وشاورنا علماءنا فوجدنا محمداً ليس
بذلك وظهر لنا كذبه وبطلان دينه فإذا فعلتم ذلك شك أصحابه في دينهم
وقالوا‏:‏ إنهم أهل الكتاب وهم أعلم به منا فيرجعون عن دينهم إلى دينكم
فأنزل الله تعالى هذه الآية وأخبر نبيه محمداً صلى الله عليه


"اسباب نزول القران بحسب ترتيب السور والايات كما جاء فى القران الكريم " 848728009
(سورة النساء)

قوله عز وجل ‏{‏وَآَتوا اليَتامى أََموالَهُم‏}‏ الآية‏.‏ (2)
قال مقاتل والكلبي‏:‏ نزلت في رجل من غطفان كان عنده مال كثير لابن أخ له
يتيم فلما بلغ اليتيم طلب المال فمنعه عمه فترافعا إلى النبي صلى الله عليه
وسلم فنزلت هذه الآية فلما سمعها العم قال‏:‏ أطعنا الله وأطعنا الرسول
نعوذ بالله من الحوب الكبير فدفع إليه ماله فقال النبي صلى الله عليه
وسلم‏:‏ من يوق شح نفسه ورجع به هكذا فإنه يحل داره يعني جنته فلما قبض
الفتى ماله أنفقه في سبيل الله تعالى فقال النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ ثبت
الأجر وبقي الوزر فقالوا‏:‏ يا رسول الله قد عرفنا أنه ثبت الأجر فكيف بقي
الوزر وهو ينفق في سبيل الله فقال‏:‏ ثبت الأجر للغلام وبقي الوزر على
والده‏.‏

قوله تعالى ‏{‏َواِبتَلوا اليَتامى‏}‏الآية‏.‏ (6)

نزلت في ثابت بن رفاعة وفي عمه وذلك أن رفاعة توفي وترك ابنه ثابتاً وهو
صغير فأتى عم ثابت إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال‏:‏ إن ابن أخي يتيم
في حجري فما يحل لي من ماله ومتى أدفع إليه ماله فأنزل الله تعالى هذه
الآية‏.‏

قوله تعالى ‏{‏ِللرِجالِ نَصيبٌ مِمّا تَرَكَ الوالِدانِ وَالأَقرَبونَ‏}‏ الآية‏.‏ (7)

قال المفسرون‏:‏ إن أوس بن ثابت الأنصاري توفي وترك امرأة يقال لها أم كحة
وثلاث بنات له منها فقام رجلان هما ابنا عم الميت ووصياه يقال لهما سويد
وعرفجة فأخذا ماله ولم يعطيا امرأته شيئاً ولا بناته وكانوا في الجاهلية لا
يورثون النساء ولا الصغير وإن كان ذكراً إنما يورثون الرجال الكبار وكانوا
يقولون‏:‏ لا يعطى إلا من قاتل على ظهور الخيل وحاز الغنيمة فجاءت أم كحة
إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت‏:‏ يا رسول الله إن أوس بن ثابت
مات وترك علي بنات وأنا امرأة وليس عندي ما أنفق عليهن وقد ترك أبوهن مالاً
حسناً وهو عند سويد وعرفجة لم يعطياني ولا بناته من المال شيئاً وهن في
حجري ولا يطعماني ولا يسقياني ولا يرفعان لهن رأساً فدعاهما رسول الله صلى
الله عليه وسلم فقالا‏:‏ يا رسول الله ولدها لا يركب فرساً ولا يحمل كلاً
ولا ينكى عدواً فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ انصرفوا حتى أنظر ما
يحدث الله لي فيهن فانصرفوا فأنزل الله تعالى هذه الآية‏.‏

قوله ‏{‏إِنَّ الَّذينَ يَأَكُلونَ أَموالَ اليَتامى ظُلماً‏}‏ الآية‏.‏ (10)

قال مقاتل بن حيان‏:‏ نزلت في رجل من غطفان يقال له مرثد بن زيد ولي مال ابن أخيه وهو يتيم صغير فأكله فأنزل الله فيه هذه الآية‏.‏
قوله ‏{‏يُوصِيكُمُ اللهُ في أَولادِكُم‏}‏ الآية‏.‏ (11)

عن ابن جريج قال‏:‏ أخبرني ابن المنكدر عن جابر قال‏:‏ عادني رسول الله صلى
الله عليه وسلم وأبو بكر في بني سلمة يمشيان فوجداني لا أعقل فدعا بماء
فتوضأ ثم رش علي منه فأفقت فقلت‏:‏ كيف أصنع في مالي يا رسول الله فنزلت ‏
الآية‏.‏ رواه البخاري عن إبراهيم بن موسى عن هشام ورواه مسلم عن محمد بن
حاتم عن صباح كلاهما عن ابن جريج‏.‏ أخبرنا أبو منصور محمد بن محمد
المنصوري قال‏:‏ أخبرنا علي بن عمر بن المهدي قال‏:‏ حدثنا يحيى بن صاعد
قال‏:‏ حدثنا أحمد بن المقدام قال‏:‏ حدثنا بشر بن الفضل قال‏:‏ حدثنا عبد
الله بن محمد بن عقيل عن جابر بن عبد الله قال‏:‏ جاءت امرأة بابنتين لها
فقالت‏:‏ يا رسول الله هاتان بنتا ثابت بن قيس أو قالت سعد بن الربيع قتل
معك يوم أحد وقد استفاء عمهما مالهما وميراثهما فلم يدع لهما مالاً إلا
أخذه فما ترى يا رسول الله فوالله ما ينكحان أبداً إلا ولهما مال فقال‏:‏
يقضي الله في ذلك فنزلت سورة النساء وفيها ‏
{‏يُوصيكُمُ اللهُ في أَولادِكُم لِلذَكَرِ مِثلُ حَظُ الأُنثَيَينِ‏}‏
(11) إلى آخر الآية فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ادع لي المرأة
وصاحبها فقال لعمهما‏:‏ أعطهما الثلثين وأعط أمهما الثمن وما بقي فلك‏.‏

الآية ‏{‏يا أَيُّها الَّذينَ آَمَنوا لا يَحِلُّ لَكُم أَن تَرِثُوا النِساءَ كَرهاً‏}‏ (19)

قال المفسرون‏:‏ كان أهل المدينة في الجاهلية وفي أول الإسلام إذا مات
الرجل وله امرأة جاء ابنه من غيرها أو قرابته من عصبته فألقى ثوبه على تلك
المرأة فصار أحق بها من نفسها ومن غيره فإن شاء أن يتزوجها تزوجها بغير
صداق إلا الصداق الذي أصدقها الميت وإن شاء زوجها غير وأخذ صداقها ولم
يعطها شيئاً وإن شاء عضلها وضارها لتفتدي منه بما ورثت من الميت‏.‏ أو تموت
هي فيرثها فتوفي أبو قيس بن الأسلت الأنصاري وترك امرأة كبيشة بنت معن
الأنصارية فقام ابن له من غيرها يقال له حصن وقال مقاتل‏:‏ اسمه قيس بن أبي
قيس فطرح ثوبه عليها فورث نكاحها ثم تركها فلم يقربها ولم ينفق عليها
يضارها لتفتدي منه بمالها فأتت كبيشة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
فقالت‏:‏ يا رسول الله إن أبا قيس توفي وورث ابنه نكاحي وقد أضرني وطول علي
فلا هو ينفق علي ولا يدخل بي ولا هو يخلي سبيلي فقال لها رسول الله صلى
الله عليه وسلم‏:‏ اقعدي في بيتك حتى يأتي فيك أمر الله قال‏:‏ فانصرفت
وسمعت بذلك النساء في المدينة فأتين رسول الله صلى الله عليه وسلم وقلن‏:‏
ما نحن إلا كهيئة كبيشة غير أنه لم ينكحها الأبناء ونكحنا بنو العم فأنزل
الله تعالى هذه الآية‏.‏

قوله ‏{‏وَلا تَنكِحوا ما نَكَحَ آَباؤُكُم مِّنَ النِساءِ‏}‏ الآية‏.‏ (22)

نزلت في حصن بن أبي قيس تزوج امرأة أبيه كبيشة بنت معن وفي الأسود بن خلف
تزوج امرأة أبيه وصفوان بن أمية بن خلف تزوج امرأة أبيه فاختة بنت الأسود
بن المطلب وفي منصور بن ماذن تزوج امرأة أبيه مليكة بنت خارجة‏.‏ وقال أشعث
بن سوار توفي أبو قيس وكان من صالحي الأنصار فخطب ابنه قيس امرأة أبيه
فقالت‏:‏ إني أعدك ولداً ولكني آتي رسول الله صلى الله عليه وسلم أستأمره
فأتته فأخبرته فأنزل الله تعالى هذه الآية‏.‏

قوله تعالى ‏{‏وَالمُحصَناتُ مِنَ النِساءِ إِلّا ما مَلَكَت أَيمانُكُم‏}‏(24)

عن أبي الخليل عن أبي سعيد الخدري قال‏:‏ أصبنا سبايا يوم أوطاس لهن أزواج
فكرهنا أن نقع عليهن فسألنا النبي عليه الصلاة والسلام فنزلت
‏{‏وَالمُحصَناتُ مِنَ النِساءِ إِلاّ ما مَلَكَت أَيمانُكُم‏}‏
فاستحللناهن‏.‏ ‏‏.‏

قوله ‏{‏وَلا تَتَمَنَّوا ما فَضَّلَ اللهُ بِهِ بَعضَكُم عَلى بَعضٍ‏}‏ (32)
عن ابن أبي نجيح عن مجاهد قال‏:‏ قالت أم سلمة‏:‏ يا رسول الله تغزو الرجال
ولا نغزو وإنما لنا نصف الميراث ‏‏.‏ وقال قتادة والسدي‏:‏ لما نزل قوله
‏{‏لِلذَكَرِ مِثلُ حَظِ الأُنثَيَينِ‏}‏ قال الرجال‏:‏ إنا لنرجو أن نفضل
على النساء بحسناتنا في الآخرة كما فضلنا عليهن في الميراث فيكون أجرنا على
الضعف من أجر النساء وقالت النساء‏:‏ إنا لنرجو أن يكون الوزر علينا نصف
ما على الرجال في الآخرة كما لنا الميراث على النصف من نصيبهم في الدنيا
فأنزل الله الايه

قوله تعالى ‏{‏وَلِكُلٍّ جَعَلنا مَوالِيَ‏}‏ الآية‏.‏ (33)

عن شعيب بن أبي حمزة عن الزهري قال‏:‏ قال سعيد بن المسيب‏:‏ نزلت هذه
الآية ‏{‏وَلِكُلٍّ جَعَلنا مَوالِيَ مِمّا تَرَكَ الوالِدانِ
والأَقرَبونَ‏}‏ في الذين كانوا يتبنون رجالاً غير أبنائهم ويورثونهم فأنزل
الله تعالى فيهم أن يجعل لهم نصيب في الوصية ورد الله تعالى الميراث إلى
الموالي من ذوي الرحم والعصبة وأبى أن يجعل للمدعين ميراث من ادعاهم
ويتبناهم ولكن جعل نصيباً في الوصية‏.‏
قوله تعالى ‏{‏الرِجالُ قَوّامونَ عَلى النِساءِ‏}‏ الآية‏.‏ (34)

قال مقاتل‏:‏ نزلت هذه الآية في سعد بن الربيع وكان من النقباء وامرأته
حبيبة بنت زيد بن أبي هريرة وهما من الأنصار وذلك أنها نشزت عليه فلطمها
فانطلق أبوها معها إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال‏:‏ أفرشته كريمتي
فلطمها فقال النبي صلى الله عليه وسلم لتقتص من زوجها وانصرفت مع أبيها
لتقتص منه فقال النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ ارجعوا هذا جبريل عليه السلام
أتاني وأنزل الله تعالى هذه الآية فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏
أردنا أمراً وأراد الله أمراً والذي أراد الله خير ورفع القصاص‏.‏
قوله تعالى ‏{‏الَّذينَ يَبخَلونَ وَيأَمُرونَ الناسَ بِالبُخلِ‏}‏
قال أكثر المفسرين‏:‏ نزلت في اليهود كتموا صفة محمد صلى الله عليه وسلم
ولم يبينوها للناس وهم يجدونها مكتوبة عندهم في كتبهم‏.‏ وقال ابن عباس
وابن زيد‏:‏ نزلت في جماعة من اليهود كانوا يأتون رجالاً من الأنصار
يخالطونهم وينصحونهم ويقولون لهم‏:‏ لا تنفقوا أموالكم فإنا نخشى عليكم
الفقر فأنزلالله الايه

قوله تعالى ‏{‏يا أَيُّها الَّذينَ آَمَنوا لا تَقرَبوا الصَلاةَ وَأَنتُم سُكارى‏}‏ (43)

الآية‏:‏ نزلت في أناس من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كانوا يشربون
الخمر ويحضرون الصلاة وهم نشاوى أخبرنا أبو بكر الأصفهاني قال‏:‏ أخبرنا
أبو الشيخ الحافظ قال‏:‏ حدثنا أبو يحيى قال حدثنا سهل بن عثمان قال‏:‏
حدثنا أبو عبد الرحمن الإفريقي قال‏:‏ حدثنا عطاء عن أبي عبد الرحمن قال‏:‏
صنع عبد الرحمن بن عوف طعاماً ودعا أناساً من أصحاب رسول الله صلى الله
عليه وسلم فطعموا وشربوا وحضرت صلاة المغرب فتقدم بعض القوم فصلى بهم
المغرب فقرأ ‏{‏قُل يا أَيُّها الكافِرونَ‏}‏ فلم يقمها فأنزل الله تعالى
‏{‏يا أَيُّها الَّذينَ آَمَنوا لا تَقرَبوا الصَلاةَ وَأَنتُم سُكارى
حَتّى تَعلَموا ما تَقولونَ‏}‏‏.‏

قوله تعالى ‏{‏فَلَم تَجِدوا ماءً فَتَيَمَّموا صَعيداً طَيِّبا‏}‏(43)

عن عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه عن عائشة أنها قالت‏:‏ خرجنا مع رسول الله
صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره حتى إذا كنا بالبيداء أو بذات الجيش
انقطع عقد لي فأقام رسول الله صلى الله عليه وسلم على التماسه وأقام الناس
معه وليسوا على ماء وليس معهم ماء فأتى الناس إلى أبي بكر فقالوا‏:‏ ألا
ترى ما صنعت عائشة أقامت برسول الله صلى الله عليه وسلم وبالناس معه وليس
معهم ماء فجاء أبو بكر ورسول الله صلى الله عليه وسلم واضع رأسه على فخذي
قد نام فقال‏:‏ أجلست رسول الله والناس معه وليسوا على ماء وليس معهم ماء
قالت‏:‏ فعاتبني أبو بكر وقال‏:‏ ما شاء الله أن يقول فجعل يطعن بيده في
خاصرتي فلا يمنعني من التحرك إلا مكان رسول الله صلى الله عليه وسلم على
فخذي فنام رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أصبح على غير ماء فأنزل الله
تعالى آية التيمم فتيمموا فقال أسيد بن حضير وهو أحد النقباء‏:‏ ما هي بأول
بركتكم يا آل أبي بكر قالت عائشة‏:‏ فبعثنا البعير الذي كنت عليه فوجدنا
العقد تحته‏.‏
‏ قوله تعالى ‏{‏أَِلَم تَرَ إِلى الَّذينَ يُزَكّونَ أَنفُسَهُم‏}‏ الآية‏.‏ (49)

قال الكلبي‏:‏ نزلت في رجال من اليهود أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم
بأطفالهم وقالوا‏:‏ يا محمد هل على أولادنا هؤلاء من ذنب قال‏:‏ لا
فقالوا‏:‏ والذي نحلف به ما نحن إلا كهيئتهم ما من ذنب نعمله بالنهار إلا
كفر عنا بالليل وما من ذنب نعمله بالليل إلا كفر عنا بالنهار فهذا الذي
زكوا به أنفسهم‏.‏

قوله تعالى ‏{‏أَلَم تَرَ إِلى الَّذينَ أَوُتوا نَصيباً مِنَ الكِتابِ يُؤمِنونَ بِالجِبتِ وَالطّاغوتِ‏}‏ (51)
عن سفيان عن عمرو عن عكرمة قال‏:‏ جاء حيي بن أخطب وكعب بن الأشرف إلى أهل
مكة فقالوا لهم‏:‏ أنتم أهل الكتاب وأهل العلم القديم فأخبرونا عنا وعن
محمد فقالوا‏:‏ ما أنتم وما محمد قالوا‏:‏ نحن ننحر الكوماء ونسقي اللبن
على الماء ونفك العاني ونصل الأرحام ونسقي الحجيج وديننا القديم ودين محمد
الحديث قالا‏:‏ بل أنتم خير منه وأهدى سبيلاً فأنزل الله تعالى ‏{‏أَلَم
تَرَ إِلى الَّذينَ أُوتوا نَصيباً مِنَ الكِتابِ‏}‏ إلى قوله تعالى
‏{‏وَمَن يَلعَنِ اللهُ فَلَن تَجِدَ لَهُ نَصيراً‏}‏‏.‏
قوله ‏{‏إِنَّ اللهَ يَأمُرُكُم أَن تُؤَدُّوا الأَماناتِ إِلى أَهلِها‏}‏ (58)

نزلت في عثمان بن طلحة الحجبي من بني عبد الدار كان سادن الكعبة فلما دخل
النبي صلى الله عليه وسلم مكة يوم الفتح أغلق عثمان باب البيت وصعد السطح
فطلب رسول الله صلى الله عليه وسلم المفتاح فقيل‏:‏ إنه مع عثمان فطلب منه
فأبى وقال‏:‏ لو علمت أنه رسول الله لم أمنعه المفتاح فلوى علي بن أبي طالب
يده وأخذ منه المفتاح وفتح الباب فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم البيت
وصلى فيه ركعتين فلما خرج سأله العباس أن يعطيه المفتاح ليجمع له بين
السقاية والسدانة فأنزل الله تعالى هذه الآية فأمر رسول الله صلى الله عليه
وسلم علياً أن يرد المفتاح إلى عثمان ويعتذر إليه ففعل ذلك علي فقال له
عثمان‏:‏ يا علي أكرهت وآذيت ثم جئت ترفق فقال‏:‏ لقد أنزل الله تعالى في
شأنك وقرأ عليه هذه الآية فقال عثمان‏:‏ أشهد أن محمداً رسول الله وأسلم
فجاء جبريل عليه السلام فقال‏:‏ ما دام هذا البيت فإن المفتاح والسدانة في
أولاد عثمان وهو اليوم في أيديهم‏.‏
قوله تعالى ‏{‏يا أَيُّها الَّذينَ آَمَنوا أَطيعوا اللهَ وَأَطيعوا الرَسولَ وَأُولي الأَمرِ مِنكُم‏}‏ (59)
عن يعلى بن مسلم عن سعيد بن جبير عن ابن عباس في قوله تعالى ‏{‏أَطيعوا
اللهَ وَأَطيعوا الرَسولَ وَأُولي الأَمرِ مِنكُم‏}‏ قال‏:‏ نزلت في عبد
الله بن حذافة بن قيس بن عدي بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم في سرية‏.‏
رواه البخاري عن صدقة بن فضل ورواه مسلم عن زهير بن حرب كلاهما عن حجاج
وقال ابن عباس في رواية بأذان بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم خالد بن
الوليد في سرية إلى حي من أحياء العرب وكان معه عمار بن ياسر فسار خالد حتى
إذا دنا من القوم عرض لكي يصبحهم فأتاهم النذير فهربوا عن رجل قد كان أسلم
فأمر أهله أن يتأهبوا للمسير ثم انطلق حتى أتى عسكر خالد ودخل على عمار
فقال‏:‏ يا أبا اليقظان إني منكم وإن قومي لما سمعوا بكم هربوا وأقمت
لإسلامي أفنافعي ذلك أو أهرب كما هرب قومي فقال‏:‏ أقم فإن ذلك نافعك
وانصرف الرجل إلى أهله وأمرهم بالمقام وأصبح خالد فغار على القوم فلم يجد
غير ذلك الرجل فأخذه وأخذ ماله فأتاه عمار فقال‏:‏ خل سبيل الرجل فإنه مسلم
وقد كنت أمنته وأمرته بالمقام فقال خالد‏:‏ أنت تجير علي وأنا الأمير
فقال‏:‏ نعم أنا أجير عليكم وأنت الأمير فكان في ذلك بينهما كلام فانصرفوا
إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبروه خبر الرجل فأمنه النبي صلى الله عليه
وسلم وأجاز أمان عمار ونهاه أن يجير بعد ذلك على أمير بغير إذنه‏.‏
قوله تعالى ‏{‏أَلَم تَرَ إِلى الَّذينَ يَزعُمونَ أَنَّهُم آَمَنوا بِما
أُنزِلَ إِليكَ وَما أُنزِلَ مِن قَبلِكَ يُريدونَ أَن يَتَحاكَموا إِلى
الطّاغوتِ‏}‏ الآية‏.‏ (60)
عن عكرمة عن ابن عباس قال‏:‏ كان أبو بردة الأسلمي كاهناً يقضي بين اليهود
فيما يتنافرون إليه فتنافر إليه أناس من أسلم فنزل الله الايه وقال الكلبي
عن أبي صالح عن ابن عباس‏:‏ نزلت في رجل من المنافقين كان بينه وبين يهودي
خصومه فقال اليهودي‏:‏ انطلق بنا إلى محمد وقال المنافق‏:‏ بل نأتي كعب بن
الأشرف وهو الذي سماه الله تعالى الطاغوت فأبى اليهودي إلا أن يخاصمه إلى
رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما رأى المنافق ذلك أتى معه إلى رسول الله
صلى الله عليه وسلم فاختصما إليه فقضى رسول الله صلى الله عليه وسلم
لليهودي فلما خرجا من عنده لزمه المنافق وقال‏:‏ ننطلق إلى عمر بن الخطاب
فأقبلا إلى عمر فقال اليهودي‏:‏ اختصمنا أنا وهذا إلى محمد فقضى عليه فلم
يرض بقضائه وزعم أنه مخاصم إليك وتعلق بي فجئت إليك معه فقال عمر
للمنافق‏:‏ أكذلك قال‏:‏ نعم فقال لهما‏:‏ رويداً حتى أخرج إليكما فدخل عمر
وأخذ السيف فاشتمل عليه ثم خرج إليهما وضرب به المنافق حتى برد وقال‏:‏
هكذا أقضي لمن لم يرض بقضاء الله وقضاء رسوله وهرب اليهودي ونزلت هذه الآية
وقال جبريل عليه السلام‏:‏ إن عمر فرق بين الحق والباطل فسمي الفاروق‏.‏

قوله تعالى ‏{‏فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤمِنونَ حَتّى يُحَكِّموكَ فيما شَجرَ بَينَهُم‏}‏(65) ‏‏.‏

عن أبي سلمة عن أم سلمة أن الزبير بن العوام خاصم رجلاً فقضى رسول الله صلى
الله عليه وسلم للزبير فقال الرجل‏:‏ إنما قضى له أنه ابن عمته فأنزل الله
الآية‏.‏

قوله ‏{‏وَمَن يُطِعِ اللهَ وَالرَسولَ‏}‏ الآية‏.‏ (69)

قال الكلبي‏:‏ نزلت في ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان شديد
الحب له قليل الصبر عنه فأتاه ذات يوم وقد تغير لونه ونحل جسمه يعرف في
وجهه الحزن فقال له‏:‏ يا ثوبان ما غير لونك فقال‏:‏ يا رسول الله ما لي من
ضر ولا وجع غير أني إذا لم أرك اشتقت إليك واستوحشت وحشة شديدة حتى ألقاك
ثم ذكرت الآخرة وأخاف أن لا أراك هناك لأني أعرف أنك ترفع مع النبيين وإني
وإن دخلت الجنة كنت في منزلة أدنى من منزلتك وإن لم أدخل الجنة فذاك أحرى
أن لا أراك أبداً فأنزل الله الآية‏.‏

قوله ‏{‏أَلَم تَرَ إِلى الَّذينَ قيلَ لَهُم كُفّوا أَيدِيَكُم‏}‏ الآية‏.‏ (77)

قال الكلبي‏:‏ نزلت هذه الآية في نفر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه
وسلم منهم عبد الرحمن بن عوف والمقداد بن الأسود وقدامة بن مظعون وسعد بن
أبي وقاص كانوا يلقون من المشركين أذىً كثيراً ويقولون‏:‏ يا رسول الله
ائذن لنا في قتال هؤلاء فيقول لهم‏:‏ كفوا أيديكم عنهم فإني لم أومر
بقتالهم فلما هاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة وأمرهم الله
تعالى بقتال المشركين كرهه بعضهم وشق عليهم

قوله تعالى ‏{‏أَينَما تَكونوا يُدرِككُّمُ المَوتُ‏}‏(78)

قال ابن عباس في رواية أبي صالح‏:‏ لما استشهد الله من المسلمين من استشهد
يوم أحد قال المنافقون الذين تخلفوا عن الجهاد‏:‏ لو كان إخواننا الذين
قتلوا عندنا ما ماتوا وما قتلوا فأنزل الله تعالى هذه الآية‏.‏

قوله تعالى ‏{‏فَما لَكُم في المُنافِقينَ فِئَتَينِ‏}‏ الآية‏.‏ (88)

عن عدي بن ثابت عن عبد الله بن يزيد بن ثابت أن قوماً خرجوا مع رسول الله
صلى الله عليه وسلم إلى أحد فرجعوا فاختلف فيهم المسلمون فقالت فرقة نقتلهم
وقالت فرقة لا نقتلهم فنزلت هذه الآية‏.‏ أخبرنا عبد الرحمن بن حمدان
العدل قال‏:‏ أخبرنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن مالك قال‏:‏ حدثنا عبد الله
بن أحمد بن حنبل قال‏:‏ حدثني أبي قال‏:‏ حدثنا أسود بن عامر قال‏:‏ حدثنا
حماد بن سلمة عن محمد بن إسحاق عن يزيد بن عبد الله بن قسيط عن أبي سلمة بن
عبد الرحمن عن أبيه أن قوماً من العرب أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم
فأسلموا وأصابوا وباء المدينة وحماها فأركسوها فخرجوا من المدينة فاستقبلهم
نفر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا‏:‏ ما لكم رجعتم
فقالوا‏:‏ أصابنا وباء المدينة فاجتويناها فقالوا‏:‏ ما لكم في رسول الله
أسوة فقال بعضهم‏:‏ نافقوا وقال بعضهم‏:‏ لم ينافقوا هم مسلمون فأنزل الله
الآية‏.‏ وقال مجاهد في هذه الآية‏:‏ هم قوم خرجوا من مكة حتى جاءوا
المدينة يزعمون أنهم مهاجرون ثم ارتدوا بعد ذلك فاستأذنوا النبي عليه
الصلاة والسلام إلى مكة ليأتوا ببضائع لهم يتجرون فيها فاختلف فيهم
المؤمنون فقائل يقول‏:‏ هم منافقون وقائل يقول‏:‏ هم مؤمنون فبين الله
تعالى نفاقهم وأنزل هذه الآية وأمر بقتالهم في قوله ‏{‏فَإِن تَوَلوَّا
فَخُذوهُم وَاِقتُلُوهُم حَيثُ وَجَد تُّموهُم‏}‏ فجاءوا ببضائعهم يريدون
هلال بن عويمر الأسلمي وبينه وبين النبي صلى الله عليه وسلم حلف وهو الذي
حصر صدره أن يقاتل المؤمنين فرفع عنهم القتل بقوله تعالى ‏{‏إِلّا الَّذينَ
يَصِلونَ إِلى قَومٍ‏}‏ الآية‏.‏

قوله ‏{‏ما كانَ لِمُؤمِنٍ أَن يَقتُلَ مُؤمِناً إِلّا خَطأً‏}‏(92)

عن عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه أن الحارث بن زيد كان شديداً على النبي
صلى الله عليه وسلم فجاء وهو يريد الإسلام فلقيه عياش بن أبي ربيعة والحرث
يريد الإسلام وعياش لا يشعر فقتله ‏‏.‏

قوله تعالى ‏{‏وَمَن يَقتُل مُؤمِناً مُتَعَمِّداً‏}‏ الآية‏.‏ (93)

وقال الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس‏:‏ إن مقيس بن ضبابة وجد أخاه هشام بن
ضبابة قتيلاً في بني النجار وكان مسلماً فأتى رسول الله صلى الله عليه
وسلم فذكر له ذلك فأرسل رسول الله عليه الصلاة والسلام معه رسولاً من بني
فهد فقال له‏:‏ ائت بني النجار فأقرئهم السلام وقل لهم‏:‏ إن رسول الله صلى
الله عليه وسلم يأمركم إن علمتم قاتل هشام بن ضبابة أن تدفعوه إلى أخيه
فيقتص منه وإن لم تعلموا له قتيلاً أن تدفعوا إليه ديته فأبلغهم الفهدي ذلك
عن النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا‏:‏ سمعاً وطاعة لله ولرسوله والله ما
نعلم له قاتلاً ولكن نؤدي إليه ديته فأعطوه مائة من الإبل ثم انصرفا راجعين
نحو المدينة وبينهما وبين المدينة قريب فأتى الشيطان مقيساً فوسوس إليه
فقال‏:‏ أي شيء صنعت تقبل دية أخيك فيكون عليك سبة اقتل الذي معك فيكون نفس
مكان نفس وفضل الدية ففعل مقيس ذلك فرمى الفهدي بصخرة فشدخ رأسه ثم ركب
بعيراً منها وساق بقيتها راجعاً إلى مكة كافراً وجعل يقول في شعره‏:‏
قَتَلتُ بِهِ فِهراً وَحَمَلتُ عِقلَهُ ** سُراةَ بَني النَجارَ أَربابَ
فارِعِ وَأَدرَكتُ ثَأري وَاِضطَجَعتُ مُوسَداً ** وَكُنتُ إِلى الأَوثانِ
أَولَ راجِعِ فنزلت الآية‏.‏ ثم أهدر النبي عليه الصلاة والسلام دمه

{‏يا أَيُّها الَّذينَ آَمَنوا إِذا ضَرَبتُم في سَبيلِ اللهِ فَتَبَيَّنوا‏}‏‏.‏ (94)
{‏وَلا تَقولوا لِمَن أَلقى إِليكُم السَلامَ لَستَ مُؤمِناً تَبتَغونَ عَرَضَ الحَياةِ الدُنيا‏}(94)

عن سفيان بن جبير بن أبي عمرو عن سعيد بن جبير قال‏:‏ خرج المقداد بن
الأسود في سرية فمروا برجل في غنيمة له فأرادوا قتله فقال‏:‏ لا إله إلا
الله فقتله المقداد فقيل له أقتلته وقد قال لا إله إلا الله وهو آمن في
أهله وماله فلما قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكروا ذلك له
فنزلت الايه‏ وقال الحسن‏:‏ إن أصحاب النبي عليه الصلاة والسلام خرجوا
يطوفون فلقوا المشركين فهزموهم فشد منهم رجل فتبعه رجل من المسلمين وأراد
أخبرنا أبو نصر أحمد بن محمد المزكي قال‏:‏ أخبرنا عبيد الله بن محمد بن
بطة قال‏:‏ أخبرنا أبو القاسم البغوي قال‏:‏ حدثنا سعيد بن يحيى الأموي
قال‏:‏ حدثني أبي قال‏:‏ حدثنا محمد بن إسحاق ويزيد بن عبد الله بن قسيط عن
القعقاع بن عبد الله بن أبي حدرد عن أبيه قال‏:‏ بعثنا رسول الله صلى الله
عليه وسلم في سرية إلى إضم قبل مخرجه إلى مكة قال‏:‏ فمر بنا عامر بن
الأضبط الأشجعي فحيانا تحية الإسلام فنزعنا عنه وحمل عليه محلم بن جثامة
لشر كان بينه وبينه في الجاهلية فقتله واستلب بعيراً له ووطاء ومتيعاً كان
له‏.‏ قال‏:‏ فأنهينا شأننا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبرناه
بخبره فأنزل الله الآية‏.‏ وقال السدي‏:‏ بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم
أسامة بن زيد على سرية فلقي مرداس بن نهيك الضمري فقتله وكان من أهل فدك
ولم يسلم من قومه غيره وكان يقول لا إله إلا الله محمد رسول الله ويسلم
عليهم قال أسامة‏:‏ فلما قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبرته
فقال‏:‏ قتلت رجلاً يقول لا إله إلا الله فقلت‏:‏ يا رسول الله إنما تعوذ
من القتل فقال‏:‏ كيف أنت إذا خاصمك يوم القيامة بلا إله إلا الله قال‏:‏
فما زال يرددها علي أقتلت رجلاً يقول لا إله إلا الله حتى تمنيت لو أن
إسلامي كان يومئذ فنزلت ‏{‏إِذا ضَرَبتُم في سَبيلِ اللهِ‏}‏
قوله تعالى ‏{‏لا يَستَوي القاعِدونَ مِنَ المُؤمِنينَ‏}‏ الآية‏.‏ (95)

أخبرنا أبو عثمان سعيد بن محمد المؤذن قال‏:‏ أخبرنا جدي قال‏:‏ أخبرنا
محمد بن إسحاق السراج قال‏:‏ حدثنا محمد بن حميد الرازي قال‏:‏ حدثنا سلمة
بن الفضل عن محمد بن إسحاق عن الزهري عن سهل بن سعد عن مروان بن الحكم عن
زيد بن ثابت قال‏:‏ كنت عند النبي صلى الله عليه وسلم حين نزلت عليه ‏{‏لا
يَستَوي القاعِدونَ مِنَ المُؤمِنينَ وَالمُجاهِدونَ في سَبيلِ اللهِ‏}‏
ولم يذكر أولي ‏{‏أُولي الضَرَرِ‏}‏ فقال ابن أم مكتوم‏:‏ كيف وأنا الأعمى
لا أبصر قال زيد‏:‏ فتغشى النبي صلى الله عليه وسلم في مجلسه الوحي فاتكأ
على فخذي فوالذي نفسي بيده لقد ثقل على فخذي حتى خشيت أن يرضها ثم سرى عنه
فقال‏:‏ اكتب ‏{‏لا يَستَوي القاعِدونَ مِنَ المُؤمِنينَ غَيرُ أُولي
الضَرَرِ‏}‏ فكتبتها‏.‏ ‏

قوله تعالى ‏{‏إِنَّ الَّذينَ تَوَفّاهُمُ المَلائِكَةُ ظالِمي أَنفُسِهِم‏}‏ الآية‏.‏ (97)

نزلت هذه الآية في ناس من أهل مكة تكلموا بالإسلام ولم يهاجروا وأظهروا
الإيمان وأسروا النفاق فلما كان يوم بدر خرجوا مع المشركين إلى حرب
المسلمين فقتلوا فضربت الملائكة وجوههم وأدبارهم وقالوا لهم ما ذكر الله
سبحانه‏.‏

قوله تعالى ‏{‏وَمَن يَخر
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://roro24.hooxs.com
 
"اسباب نزول القران بحسب ترتيب السور والايات كما جاء فى القران الكريم "
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» [BlackBerry] برنامج القران الكريم للبلاك بيري - افضل برنامج للبلاك بيري - قران كريم للبلاك بيري .!
» معلومات عن القرآن الكريم تهمنا

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات الأميرة رورو :: `·.¸¸.·¯`··._.· المنتديات الأسلامية`·.¸¸.·¯`··._.· :: الـقـرآن الكريم-
انتقل الى: